Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 4, Ayat: 75-75)
Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
المعنى والاعراب : معنى قوله : { وما لكم } أي شيء لكم . و { لا تقاتلون } في موضع الحال كأنه قال : أي شيء لكم تاركين ، أي في حال القتال مع هذه الامور التي تقتضي الحرص على الجهاد ، أي لا عذر لكم ألا تقاتلوا في سبيل الله ، ومثله قوله : { فما لهم عن التذكرة معرضين } وقوله : { والمستضعفين } خفض بالعطف على ما عملت فيه ( في ) وتقديره في المستضعفين . وقيل في معناه قولان : أحدهما - وعن المستضعفين ، فوقع ( في ) موقع ( عن ) فاذا ذكرت ( عن ) فلصرف الأذى عنهم إذ كانت لما عدا الشيء وإذا ذكرت ( في ) فلأن القتال مضمن بهم ، لخلاصهم ، إذا كانت في للوعاء . الثاني - ان يكون على محذوف ، وتقديره وفي اعزاز المستضعفين ، وقد قال المبرد : هو عطف على اسم الله بتقدير ، وسبيل المستضعفين { من الرجاء والنساء والوالدان } . اللغة والمعنى : والوالدان جمع ولد على مثال خرب وخربان ، وبرق وبرقان ، وورل وورلان ، مثل ولد وولدان ، وهو من ابنية الكثير ، والاغلب على بابه فعال نحو جبال وجمال . وقوله : { الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها } قال ابن عباس والحسن وابن أبي نجيح ، والسدي ومجاهد وابن زيد : إنها مكة ، لأن أهل مكة كانوا قد اجتهدوا أن يفتنوا قوماً من المؤمنين عن دينهم ، والأذى لهم وكانوا مستضعفين في أيديهم . وقال تعالى { ما لكم } لا تسعون في خلاصهم . وهم يسمون كل مدينة قرية ، وإنما جاز أن يجري صفة ظالم على الأول وهو في المعنى للثاني ، لأنها قوية في العمل لقربها من الفعل متمكنة من الوصف بأنها تصرف تصرفه في التأنيث والتذكير والتثنية ، والجمع ، خلاف باب أفعل منك ، فلذلك جاز مررت برجل ظالم أبوه ، ولم يجز مررت برجل خير منه أبوه . والولي القيم بالأمر حتى يستنقذهم من أمر أعدائهم ، لأنه يتولى الأمر بنفسه ، ولا يكله إلى غيره . وحكى أبو علي ان منهم سلمة بن هشام ، والوليد بن الوليد ، وعياش بن أبي ربيعة وأبو جندل بن سهيل ، وانما قال : { يقولون … الظالم أهلها } وان كان فيهم الولدان لا ينطقون تغليباً للاكثر ، كقولك قال أهل البصرة ، وإن كان قولا لبعضهم .