Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 4, Ayat: 76-76)
Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
المعنى : أخبر الله تعالى في هذه الآية أن الذين صدّقوا بالله ، ورسوله يقاتلون في سبيل الله ، وفي معنى سبيل الله قولان : أحدهما - طاعة الله ، لأنها تؤدي إلى ثواب الله في جنته التي أعدها لاوليائه . الثاني - قال أبو علي : إنه دين الله الذي شرعه الذي يؤدي إلى ثوابه ورحمته . وتقديره في نصرة دين الله ، ثم قال : { والذين كفروا } يعني الذين جحدوا آيات الله الدالة على توحيده ، ونبوة نبيه . وقوله : { يقاتلون في سبيل الطاغوت } قد فسرناه فيما مضى . فقال قوم : هو الشيطان . وقال آخرون : هو ما عبد من دون الله . والأول قول الحسن والشعبي . والثاني حكاه الزجاج . وقال أبو العالية : هو الكاهن . وهو يؤنث ويذكر قال الله تعالى : { يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به } فذكره وقال : { والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها } فانث قال أبو عبيدة هو ها هنا في موضع جماعة ، كما قال : { حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير } وكان المراد به الجنس . وقوله : { فقاتلوا أولياء الشيطان } يقوي قول من قال : المراد بالطاغوت الشيطان . وقوله : { إن كيد الشيطان كان ضعيفاً } إنما دخلت { كان } ها هنا مؤكدة لتدل على ان الضعف لكيد الشيطان لازم في جميع الاوقات فيما مضى ، والحال ، والمستقبل . وليس هو عارضاً في حال دون حال . والكيد السعي في فساد الحال على وجه الاحتيال تقول كاده يكيده كيداً ، فهو كائد له . إذا عمل في ايقاع الضرر به على وجه الحيلة عليه . وانما وصف تعالى كيد الشيطان ، بالضعف لامرين : أحدهما - لضعف نصرته ، لاوليائه بالاضافة إلى نصرة الله المؤمنين - ذكره الجبائي - وقال الحسن : أخبرهم أنهم سيظهرون عليهم ، فلذلك كان ضعيفاً . الثاني - لضعف دواعي أوليائه إلى القتال بانها من جهة الباطل إذ لا نصير لهم . وانما يقاتلون بما تدعو إليه الشبهة . والمؤمنون يقاتلون بما تدعو إليه الحجة .