Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 77-77)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

القراءة ، والحجة : قرأ ابن كثير ، وحمزة ، والكسائي ، وخلف ، والحلواني عن هشام ولا يظلمون بالياء . الباقون بالتاء . فمن قرأ بالياء حمل الكلام على لفظ الغيبة ومن قرأ بالتاء فعلى المواجهة . النزول : وقيل في سبب نزول هذه الآية قولان : أحدهما - قال ابن عباس ، والحسن ، وعكرمة ، وقتادة ، والسدي : انها نزلت في ناس من الصحابة استأذنوا النبي ( صلى الله عليه وسلم ) قال ابن عباس : منهم عبد الرحمن ابن عوف . وهم بمكة في قتال المشركين . فلم يأذن لهم : فلما كتب عليهم القتال . وهم بالمدينة قال فريق منهم ما حكاه الله في الآية . فان قيل : كيف . وز ذلك ، والله تعالى يقول : { كفوا أيديكم وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة } فامرهم باقامة الصلاة وايتاء الزكاة ، ولم تكن الزكاة فرضت بمكة ؟ قيل : قد قال البلخي في ذلك : إنه يجوز أن يكون قوم من المنافقين عرضوا على رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ذلك والاقوى عندي أن يكون الله قال ذلك على وجه الندب ، والاستحباب دون الزكاة المقدرة على وجه مخصوص . الثاني - قال مجاهد : نزلت في اليهود . نهى الله هذه الأمة أن يصنعوا مثل صنيعهم . المعنى : قوله : { ألم تر } معناه ألم ينته علمك إلى هؤلاء تعجيباً من ذلك . ولو قال : ألم تر هؤلاء أو ألم تعلم هؤلاء لم يظهر فيه معنى التعجب منهم كما يظهر بـ ( إلى ) ، لأنها تؤذن بحال بعيدة قد لا ينتهي إليها ، لبعدها ، لما فيها من العجب الذي يقع بها . وقوله : { الذين قيل لهم كفّوا أيديكم } يعني حين طلبوا القتال وقيل لهم : اقتصروا على اقامة الصلاة وإيتاء الزكاة { فلما كتب عليهم القتال } يعني الجهاد { إذا فريق منهم } يعني جماعة { يخشون الناس كخشية الله } قال الحسن : هو من صفة المؤمنين لما طبعوا عليه من البشرية والخوف ، لا على وجه كراهة المخالفة . وقال أبو علي : هو من صفة المنافقين ، لأنهم كانوا كذلك حرصاً منهم على الدنيا والبقاء فيها والاستكثار منها وقال يخشون القتل من قبل المشركين كما يخشون الموت من قبل الله . وقوله : { أو أشد خشية } ليس معنى ( أو ) ها هنا الشك ، لأن ذلك لا يجوز عليه تعالى . وقيل في معناها قولان : أحدهما - أنها دخلت للابهام على المخاطب . والمعنى أنهم على احدى الصفتين . وهذا أصل ( أو ) وهو معنى واحد على الابهام . الثاني - على طريق الاباحة نحو قولك : جالس الحسن أو ابن سيرين . ومعناه إن قلت يخشون الناس كخشية الله فأنت مصيب ، وان قلت يخشونهم أشد من ذلك فأنت مصيب لأنه قد حصل لهم مثل تلك الخشية وزيادة . وقولهم : { لم كتبت علينا القتال } معناه ألزمتنا وأوجبت علينا . وقوله : { لولا أخرتنا } معناه هلا أخرتنا { إلى أجل قريب } وهو إلى أن نموت بآجالنا فأعلمهم الله تعالى أن متاع الدنيا قليل ، وأن الآخرة خير لأهل التقى وأعلمهم أن آجالهم لا تخطئهم { ولا يظلمون فتيلاً } أي لا يبخسون هذا القدر ، وكيف ما زاد عليه . والفتيل : ما تقتله بيدك من الوسخ ثم تلقيه في قول ابن عباس . وقيل : هو ما في شق النواة ، لأنه كالخيط المفتول في شق النواة .