Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 4, Ayat: 91-91)
Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
النزول قيل في الذين نزلت فيهم هذه الآية ثلاثة أقوال : أحدها - قال ابن عباس ، ومجاهد : نزلت في ناس كانوا يأتون النبي ( صلى الله عليه وسلم ) فيسلمون رياء ، ثم يرجعون إلى قريش ، ويرتكسون في الأوثان يبتغون بذلك أن يأمنوا ها هنا وها هنا ، فأمر الله بقتالهم إن لم يعتزلوا ، ويصلحوا . الثاني - قال قتادة : نزلت في حي كانوا بتهامة قالوا : يا نبي الله لا نقاتلك ، ولا نقاتل قومنا . وأرادوا أن يأمنوا قومهم ويأمنوا نبي الله فأبى الله عليهم ذلك . فقال : { كلما ردوا إلى الفتنة } يعني إلى الكفر { أركسوا فيها } يعني وقعوا فيها . الثالث - قال السدي : نزلت في نعيم بن مسعود الاشجعي ، وكان يأمن في المسلمين بنقل الحديث بين النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ، والمشركين ، فنزلت هذه الآية ، وقال مقاتل : نزلت في أسد وغطفان . المعنى : وقال أبو العالية معنى قوله : { كلما ردوا إلى الفتنة أركسوا فيها } يعني كلما ابتلوا بها عموا فيها . وقال قتادة : كلما عرض لهم بلاء هلكوا فيه . والفتنة في اللغة هي الاختبار . والاركاس : الرجوع . فمعنى الكلام كلما ردوا إلى الاختبار ، ليرجعوا إلى الكفر والشرك رجعوا إليه . وقوله : { فإن لم يعتزلوكم ويلقوا إليكم السلم ويكفوا أيديهم } معناه وان لم يعتزلوكم أيها المؤمنون هؤلاء الذين يريدون أن يأمنوكم ويأمنوا قومهم وهم كلما دعوا إلى الشرك أجابوا إليه { ويلقوا إليكم السلم } يعني ولم يستسلموا لكم فيعطوكم المقادة ويصالحوكم ويكفوا أيديهم عن قتالكم { فخذوهم واقتلوهم حيث ثقفتموهم } يعني حيث أصبتموهم . ثم قال : { وأولئكم جعلنا لكم عليهم سلطاناً مبيناً } يعني حجة ظاهرة . وقال السدي ، وعكرمة : السلطان الحجة وقال أبو علي : نزلت في قوم كانوا يظهرون الاسلام ، فاذا اجتمعوا مع قريش اظهروا لهم الكفر . وهو قوله : { كلما ردوا إلى الفتنة } يعني الكفر { أركسوا فيها } بمعنى وقعوا فيها ، فما داموا مظهرين للاسلام وكافين عن قتال المسلمين ، فلا يتعرض لهم . ومتى لم يظهروا الاسلام ، وجب قتالهم على ما ذكره الله ، ثم قال قوم : الآية منسوخة وان من لم يحارب مع المؤمنين ، وجب قتاله . واختار هو أنها غير منسوخة . قال : لأنه لا دليل على ذلك .