Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 40, Ayat: 18-20)
Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
ثلاث آيات في الكوفي وأربع في ما سواه عدوا { كاظمين } رأس آية ولم يعده الكوفيون . قرأ نافع وهشام عن ابن عامر { والذين تدعون } بالتاء . الباقون بالياء . من قرأ بالتاء فعلى الخطاب ، وتقديره : قل لهم يا محمد . ومن قرأ بالياء جعل الاخبار عن الغائب . امر الله تعالى نبيه محمداً أن يخوف المكلفين عقاب يوم الآزفة ، ويخبرهم بما فيه من الثواب والعقاب . والازقة الدانية من قولهم : ازف الامر إذا دنا . وازف الوقت اذا دنا يأزف أزفاً ، ومنه { أزفت الآزفة } أي دنت القيامة . والمعنى دنوا للمجازاة ، وهو يوم القيامة . وقوله { إذ القلوب لدى الحناجر } أي في الوقت الذي تنتزع فيه القلوب من أمكنتها ، وهي الصدور ، فكظمت به الحناجر ، فلم تستطيع ان تلفظها ولم تعد إلى أماكنها وقيل : الكاظم الساكت على امتلائه غيظاً او غماً . ونصب ( كاظمين ) على الحال - في قول الزجاج - وتقديره قلوب الظالمين لدى الحناجر { كاظمين } أي في حال كظمهم ، والحناجر جمع حنجرة وهي الحلقوم . وقيل : انما خصت الحناجر بذلك لان الفزع ينتفخ منه سحره أي رئته فيرتفع القلب من مكانه لشدة انتفاخه حتى يبلغ الحنجرة . والكاظم للشيء الممسك على ما فيه ، ومنه قوله { والكاظمين الغيظ } ومنه قولهم : كظم قربته اذا شد رأسها ، لأن ذلك الشد يمسكها على ما فيها ، فهؤلاء قد اطبقوا أفواههم على ما في قلوبهم لشدة الخوف . وقوله { ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع } نفي من الله أن يكون للظالمين شفيع يطاع ، ويحتمل ان يكون المراد بالظالمين الكفار ، فهؤلاء لا يلحقهم شفاعة شافع اصلا ، وان حملنا على عموم كل ظالم من كافر وغيره جاز أن يكون انما اراد نفي شفيع يطاع ، وليس في ذلك نفي شفيع يجاب ، ويكون المعنى ان الذين يشفعون يوم القيامة من الأنبياء والملائكة والمؤمنين إنما يشفعون على وجه المسألة اليه والاستكانة اليه لا أنه يجب على الله ان يطيعهم فيه . وقد يطاع الشافع بأن يكون الشافع فوق المشفوع اليه . ولذلك قال النبي صلى الله عليه وآله لبريرة " انما أنا شافع " لكونه فوقها فى الرتبة ولم يمنع من إطلاق اسم الشفاعة على سؤاله ، وليس لأحد أن يقول الكلام تام عند قوله { ولا شفيع } ويكون قوله { يطاع } ابتداء بكلام آخر لان هذا خلاف لجميع القراء لانهم لا يختلفون ان الوقف عند قوله { يطاع } وهو رأس آية وهو يسقط السؤال وأيضاً فلو وقفت عند قوله { ولا شفيع } لما كان لقوله { يطاع } تعلق به ولا معنى ، لأن الفعل لا يلي فعلا ، فان قدر يطاع الذي يعلم كان ذلك شرطاً ليس هو فى الظاهر ، فحمل الآية على ما لا يحتاج إلى زيادة أولى . وقوله تعالى { يعلم خائنة الأعين } أي يعلم ما تختان به الأعين من النظر إلى غير ما يجوز النظر اليه على وجه السرقة { وما تخفي الصدور } أي تضمره لا يخفى عليه شيء من جميعه . وقيل : النظرة الأولى مباحة والثانية محرمة . فقوله { خائنة الأعين } في النظرة الثانية { وما تخفي الصدور } في النظرة الأولى فان كانت الأولى تعمداً كان فيها الأثم ايضاً ، وإن لم تكن تعمداً ، فهى مغفورة ثم قال { والله يقضي بالحق } أي يفصل بين الخلائق بمر الحق فيوصل كل واحد إلى حقه { والذين يدعون من دونه } من الأصنام لا يقضون بشيء من الحق . ومن قرأ بالياء فعلى الاخبار عنهم . ومن قرأ بالتاء فعلى الخطاب للكفار . ثم اخبر تعالى { إن الله هو السميع } أي من يجب ان يسمع المسموعات اذا وجدت المسموعات { البصير } أي يجب ان يبصر المبصرات اذا وجدت المبصرات ، وحقيقتهما يرجع إلى كونه حياً لا آفة به . وقال قوم : معناه العالم بالمسموعات العالم بالمبصرات .