Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 44, Ayat: 17-21)
Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
أقسم تعالى انه فتن قبلهم يعني قبل كفار قوم النبي صلى الله عليه وآله { قوم فرعون } أى اختبرناهم ، وشددنا عليهم بأن كلفناهم ، لأن الفتنة شدة التعبد فى الأخذ بالسرّاء والضرّاء ، وأصلها الاحراق بالنار لخلاص الذهب من الغش ، فهذه الشدة كشدة الاحراق للخلاص . وقيل : الفتنة معاملة المختبر ليجازى بما يظهر دون ما يعلم مما لم يعلم { وجاءهم رسول كريم } أى حقيق بالتكرم فى الدعاء إلى الله والبرهان الواضح والدليل القاهر حتى يسلكوا طريق الهدى المؤدي إلى ثواب الجنة ويعدلوا عن طريق الردى المؤدي إلى العقاب . وقيل : معناه كريم عند الله بما استحق بطاعته من الاكرام والاجلال . وقوله { أن أدوا إلي عباد الله } قال الحسن : هو مثل قوله { أن أرسل معنا بني إسرائيل } فـ { عباد الله } منصوب بـ { أدوا } وقيل : هو منصوب على النداء . أي يا عباد الله أدوا ما أمركم به ، فى قول الفراء { إني لكم رسول أمين } على ما اؤديه اليكم وادعوكم اليه ، { وأن لا تعلوا على الله } قال ابن عباس : معناه أن لا تطغوا عليه بافتراء الكذب عليه . وقال قتادة : معناه ان لا تبغوا عليه بكفر نعمه ، وقيل معناه أن لا تتكبروا على الله بترك طاعته وإتباع أمره . وقيل : معناه أن لا تبغوا على أولياء الله بالبغي عليهم . وقال الحسن : معناه لا تستكبروا عليه بترك طاعته { إني آتيكم بسلطان مبين } أي بحجة واضحة لأن السلطان الحجة والمبين الظاهر الذي مع ظهوره يظهر الحق ، فكأنه اظهره . ثم قال لهم { وإني عذت بربي } الذي خلقني { وربكم } الذي خلقكم { أن ترجمون } قال ابن عباس وابو صالح : الرجم الذي استعاذ منه موسى هو الشتم ، كقولهم : هو ساحر كذاب ونحوه ، وقال قتادة : هو الرجم بالحجارة . ثم قال لهم { وإن لم تؤمنوا لي فاعتزلون } أي لم تؤمنوا بي ، فاللام بمعنى الباء ومعناه وإن لم تصدقوني فى أني رسول الله اليكم وأن ما ادعوكم اليه حق يجب عليكم العمل به فلا أقل من أن تعتزلون بصرف أذاكم عني ، لانكم إن لا تجاوزا الاحسان بالاحسان ، فلا اساءة . وإنما دعاهم إلى ترك ملابسته بسوء إن اصروا على الكفر ولم يقبلوا إلى الايمان لان هذا أمر يدعو اليه العقل ببديهته ولا يحتاج إلى برهان .