Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 47, Ayat: 26-30)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قرأ اهل الكوفة إلا أبا بكر { إسرارهم } بكسر الهمزة على انه مصدر . الباقون بفتحها على انه جمع سر . لما اخبر الله تعالى عن حال المرتدين على اعقابهم والراجعين عن إظهار الحق خلافه ، بين لم فعلوا ذلك ، فقال { ذلك بأنهم } يعني الشياطين { قالوا للذين كرهوا ما أنزل الله } من القرآن وما أمرهم به من الأمر والنهي والحلال والحرام وشبهوا عليهم ذلك ومالوا إلى خلافه . وقيل : هذا قول اليهود للمنافقين { سنطيعكم في بعض الأمر } أي نفعل بعض ما تريدونه من الميل اليكم وإعطاء شهواتكم . ثم قال { والله يعلم إسرارهم } أي بواطنهم - فمن فتح الهمزة ، ومن كسرها - أراد يعلم ما يسرونه . ثم قال { فكيف إذا توفتهم الملائكة } والمعنى كيف حالهم إذا توفتهم الملائكة وحذف تفخيماً لشأن ما ينزل بهم { يضربون وجوههم وأدبارهم } على وجه العقوبة لهم فى القبر ويوم القيامة . ثم بين تعالى لم يفعل الملائكة بهم ذلك ، فقال { ذلك بأنهم اتبعوا ما أسخط الله } يعني المعاصي التى يكرهها الله ويعاقب عليها { وكرهوا رضوانه } أي كرهوا سبب رضوانه من الايمان والطاعات والامتناع من القبائح { فأحبط أعمالهم } أي حكم بأنها باطلة محبطة لا يستحق عليها الثواب . ثم قال { أم حسب الذين في قلوبهم مرض } أي نفاق وشك يظنون { أن لن يخرج الله أضغانهم } أي احقادهم مع المؤمنين ولا يظهرها ولا يبدي عوراتهم للنبي صلى الله عليه وآله { ولو نشاء لأريناكهم } يعني المنافقين بأعيانهم ، ولو شئت لعرفتكهم حتى تعرفهم . ثم قال { فلعرفتهم بسيماهم } أي بعلاماتهم التي نصبها الله لكم ، يعرفهم بها يعني الامارات الدالة على سوء نياتهم . ثم قال { ولتعرفنهم في لحن القول } أي فى فحوى أقوالهم ومتضمنها . ومنه قوله صلى الله عليه وآله " ولعل بعضكم ألحن بحجته " أي أذهب بها فى الجهات لقوته على تصريف الكلام ، واللحن الذهاب عن الصواب فى الاعراب ، واللحن ذهاب الكلام إلى خلاف جهته . ثم قال { والله يعلم أعمالكم } الطاعات منها والمعاصي ، فيجازيكم بحسبها .