Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 5, Ayat: 104-104)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

أخبر الله تعالى عن الكفار الذين أخبر عنهم أنهم لا يعقلون ، والذين جعلوا البحيرة ، والسائبة ، والوصيلة ، والحام ، و { الذين يفترون على الله الكذب } من كفار قريش وغيرهم من العرب بأنه { إذا قيل لهم تعالوا } أي هلموا { إلى ما أنزل الله } من القرآن واتباع ما فيه ، والاقرار بصحته { وإلى الرسول } وتصديقه ، والاقتداء به وبأفعاله { قالوا } في الجواب عن ذلك { حسبنا } أي كفانا { ما وجدنا عليه آباءنا } يعني مذاهب آبائنا . ثم اخبر تعالى منكراً عليهم فقال { أولو كان آباؤهم لا يعلمون شيئاً ولا يهتدون } أي إِنهم يتبعون آباءهم في ما كانوا عليه من الشرك وعبادة الأوثان وإِن كان آباؤهم لا يعلمون شيئاً من الدين ولا يهتدون اليه . وقيل في معنى ( لا يهتدون ) قولان احدهما - الذم بأنهم ضلال . والثاني - أنهم لا يهتدون الى طريق العلم بمنزلة العمي عن الطريق . وفي الآية دلالة على فساد التقليد ، لأن الله تعالى أنكر عليهم تقليد الآباء فدل ذلك على أنه لا يجوز لأحد أن يعمل على شيء من أمر الدين إِلا بحجة . وفيها دلالة على وجوب المعرفة وأنها ليست ضرورية ، لأن الله تعالى بين الحجاج عليهم في هذه الآية ليعرفوا صحة ما دعا الرسول اليه ، ولو كانوا يعرفون الحق ضرورة لم يكونوا مقلدين لآبائهم وكان يجب أن يكون آباؤهم أيضاً عارفين ضرورة ، ولو كانوا كذلك لما صح الاخبار عنهم بأنهم لا يعلمون شيئاً ولا يهتدون . وانما نفى عنهم الاهتداء والعلم معاً لان بينهما فرقاً ، وذلك أن الاهتداء لا يكون إِلا عن بيان وحجة . والعلم مطلق وقد يكون الاهتداء ضرورة .