Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 5, Ayat: 19-19)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

هذا خطاب لليهود والنصارى ناداهم الله خصوصاً لينبههم على ما يذكر لهم . وقوله { قد جاءكم رسولنا يبين لكم } يدل على أنه اختصه من العلم بما ليس مع غيره { على فترة من الرسل } يعني على انقطاع من الرسل . وفيه دلالة على أن زمان الفترة : لم يكن فيه نبي . والفترة انقطاع ما بين النبيين عند جميع المفسرين . والأصل فيها الانقطاع عما كان عليه من الجد فيه من العمل ، يقال : فتر عن عمله وفترته عنه . وفتر الماء إِذا انقطع عما كان عليه من البرد الى السخونة . وامرأة فاترة الطرف أي منقطعة عن حدة النظر . وفتور البدن كفتور الماء ، والفتر ما بين السبابة والابهام إِذا فتحا . وقال الحسن : كانت هذه الفترة بين عيسى ومحمد ( صلى الله عليه وسلم ) ستمائة سنة وقال قتادة خمسمائة وخمسين سنة . وقال الضحاك أربعمائة سنة وبضعاً وستين سنة . وقوله { أن تقولوا ما جاءنا من بشير ولا نذير } يدل على بطلان مذهب المجبرة في القدرة ، لان الحجة بمنع القدرة أوكد من الحجة بمنع اللطف ، وتكون الحجة في ذلك لمن علم الله أن بعثة الأنبياء مصلحة لهم ، فاذا لم يبعث ، تكون لهم الحجة ، فاما من لا يعلم ذلك فيهم ، فلا حجة لهم ، وان لم يبعث اليهم الرسل . ومعنى { أن تقولوا } ألا تقولوا { ما جاءنا من بشير ولا نذير } . على قول الفراء وغيره من الكوفيين ، كقوله تعالى : { يبين الله لكم أن تضلوا } ومعناه ألا تضلوا . وقال البصريون : معناه كراهة أن تضلوا ، وكراهة أن تقولوا ، وحذفت كراهة . كما قال { واسأل القرية } وإنما أراد أهلها . وأن { تقولوا } في موضع نصب عند أكثر البصريين وقال الخليل والكسائي : موضعه الجر وتقديره لئلا تقولوا . والبيان الذي أتاهم به النبي ( صلى الله عليه وسلم ) هو دين الاسلام الذي ارتضاه الله . وهو بيان نفس الحق من الباطل ، وما يجب . والبشير هو المبشر لكل مطيع بالثواب . والنذير هو المنذر المخوف كل عاص لله بالعقاب ليتمسك المطيع بطاعته ، ويجتنب العاصي لمعصيته . والجملة التي ذكرناها قول ابن عباس وقتادة وجميع المفسرين .