Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 53, Ayat: 21-25)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قرأ اهل مكة { ضئزى } مهموز إلا ابن فليح . الباقون بلا همز . يقول الله تعالى على وجه الانكار على كفار قريش الذين أضافوا إلى الله تعالى الملائكة بأنهم بنات الله ، فقال لهم : كيف يكون ذلك وانتم لو خيرتم لاخترتم الذكر على الأنثى ، فكيف تضيفون إليه تعالى ما لا ترضون لانفسكم ، فقد أخطأتم فى ذلك من وجهين : احدهما - أنكم أضفتم اليه ما يستحيل عليه ولا يليق به ، فهو قسم فاسد غير جائز . الثاني - أنكم اضفتم اليه ما لا ترضون لانفسكم ، فكيف ترضونه لله تعالى . وقيل : إنما فضل الذكر على الانثى لان الذكر يصلح لما لا تصلح له الانثى . وينتفع به في ما لا ينتفع فيه بالانثى ، ولهذا لم يبعث الله نبياً من الأناث . وقوله { تلك إذا قسمة ضيزى } أي تلك قسمة فاسدة غير جائزة بأن تجعلوا لانفسكم الأفضل ولربكم الأدون ، ولو كان ممن يجوز عليه الولد لما اختار الأدون على الأفضل ، كما قال { لو أراد الله أن يتخذ ولداً لاصطفىٰ مما يخلق ما يشاء } فهذا على تقدير الجواز لا على صحة الجواز . والضيزة الجائرة الفاسدة ووزنه ( فعلى ) إلا أنه كسر أوله لتصح الياء من قبل انه ليس في كلام العرب ( فعلى ) صفة ، وصفة ( فعلى ) نحو ( حبلى ) يحمل على ما له نظير . وأما الاسم فانه يجيء على ( فعلى ) كقوله { فإن الذكرى } وتقول العرب ضزته حقه أضيزه وضأزته - لغتان - إذا أنقضته حقه ومنعته ، ومنهم من يقول : ضزته - بضم الضاد - أضوزه ، وانشد ابو عبيدة والاخفش : @ فان تنأعنا ننتقصك وان تغب فسهمك مضؤز وانفك راغم @@ ومنهم من يقول : ضيزى - بفتح الضاد - ومنه من يقول - ضأزى بالفتح والهمز ، ومنهم من يقول : ضؤزى - بضم الضاد والهمزة - وقال ابن عباس وقتادة { قسمه ضيزى } جائرة . وقال سفيان : منقوصة . ثم قال ان تسميتكم لهذه الاصنام بأنها آلهة وللملائكة بأنها بنات الله { ما هي إلا أسماء سميتموها أنتم وأباؤكم } بذلك { ما أنزل الله بها من سلطان } يعني من حجة ولا برهان إن يتبعون أي ليس يتبعون فى ذلك { إلا الظن } الذي ليس بعلم { وما تهوى الأنفس } أي وما تميل اليه نفوسكم { ولقد جاءهم من ربهم الهدى } عدل عن خطابهم إلى الاخبار عنهم بأنهم قد جاءهم الهدى يعني الدلالة على الحق . وقوله { أم للإنسان ما تمنى } قيل معناه : بل لمحمد صلى الله عليه وآله ما تمنى من النبوة والكرامة . وقيل التقدير أللانسان ما تمنى ؟ ! من غير جزاء . لا ، ليس الامر كذلك ، { فلله الآخرة والأولى } يعطي من يشاء ويمنع من يشاء . وقال الجبائي معناه ليس للانسان ما تمنى من نعيم الآخرة ونعيم الدنيا ، وإنما المالك لذلك الله تعالى المالك للسموات والارض ، لا يعطي الكفار ما يتمنونه ، وإنما يعطي الثواب من يستحقه .