Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 53, Ayat: 26-30)
Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
خمس آيات كوفي وأربع في ما عداه ، عدّ الشاميون { فأعرض عن من تولى } ولم يعده الباقون . وعد الكوفيون { من الحق شيئاً } ولم يعده الباقون وعد الكل { الحياة الدنيا } إلا الشاميون ، فانهم عدّوا آخر الآية { اهتدى } . يقول الله تعالى مخبراً بان كثيراً من ملائكة السموات { لا تغني شفاعتهم } أي لا تنفع شفاعتهم فى غيرهم باسقاط العقاب عنهم { شيئاً إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء } ان يشفعوا فيه ويطلق لهم ذلك { ويرضى } ذلك ، وقيل : إن الغرض بذلك الانكار على عبدة الاوثان وقولهم : إنها تشفع لأن الملك إذا لم تغن شفاعته شيئاً فشفاعة من دونة أبعد من ذلك . وفي ذلك التحذير من الاتكال على الشفاعة ، لانه إذا لم يغن شفاعة الملائكة كان شفاعة غيرهم أبعد من ذلك . ولا ينافي ما نذهب اليه من أن النبي صلى الله عليه وآله والائمة والمؤمنين يشفعون في كثير من أصحاب المعاصي ، فيسقط عقابهم لمكان شفاعتهم ، لان هؤلاء - عندنا - لا يشفعون إلا باذن من الله ورضاه ، ومع ذلك يجوز أن لا يشفعوا فيه فالزجر واقع موقعه . ثم أخبر الله تعالى { إن الذين لا يؤمنون بالآخرة } أي لا يصدقون بالبعث ولا بالثواب ولا بالعقاب { يسمون الملائكة تسمية الأنثى } قال الحسن كانوا يسمون الملائكة بنات الله . ثم قال { وما لهم به من علم } أي بما يقولونه ويسمونه { من علم } أي ليسوا عالمين بذلك { إن يتبعون إلا الظن } أي ليس يتبعون في قولهم ذلك إلا الظن الذي يجوز أن يخطىء ويصيب ، وليس معهم شيء من العلم . وقوله { إن الظن لا يغني من الحق شيئاً } معناه إن الظن لا يغني من العلم لأنه لا بد من علم يحسن الفعل حتى يجوز أن يفعل ، وإن كان الظن فى بعض الاشياء علامة للحسن ، فما أغنى عن العلم . ثم قال للنبي صلى الله عليه وآله { فأعرض } يا محمد { عمن تولى عن ذكرنا } ولم يقر بتوحيدنا وجحد نبوتك ومال إلى الدنيا ومنافعها { ولم يرد إلا الحياة الدنيا } والتمتع فيها أي لا تقابلهم على أفعالهم واحتملهم ، ولم ينهه عن تذكيرهم ووعظهم . ثم قال { ذلك مبلغهم من العلم } ومعناه إن علمهم انتهى إلى نفع الدنيا دون نفع الآخرة ، وهو صغير حقير فى نفع الآخرة ، فطلبوا هذا وتركوا ذلك جهلا به . ثم قال { إن ربك } يا محمد { هو أعلم } منك ومن جميع الخلق { بمن ضل عن سبيله } أي بمن جار وعدل عن طريق الحق الذي هو سبيله { وهو أعلم بمن اهتدى } اليها فيجازي كل واحد على حسب ذلك إن عملوا طاعة أثابهم عليها وإن عملوا معصية عاقبهم عليها .