Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 54, Ayat: 41-46)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قرأ روح وزيد { سنهزم } بالنون على وجه الاخبار من الله تعالى عن نفسه الباقون بالياء على ما لم يسم فاعله . اخبر الله تعالى عن آل فرعون انه جاءهم النذر . ويحتمل ان يكون جمع نذير ، وهو الرسول المخوف . ويحتمل ان يكون المراد به الانذار على ما بيناه ومعناه إنه جاءهم التخويف من معاصي الله والوعيد عليها . ثم اخبر تعالى عنهم بأنهم { كذبوا بآياتنا } يعني حججنا وبراهيننا { كلها } وآل فرعون خاصته الذين كانوا ينضافون اليه بالقرابة . والموافقة فى المذهب ، ويقال : آل القرآن آل الله ، لأنهم بمنزلة الآل فى الخاصة والاضافة . والانذار الاعلام بموقع المخافة ليتقى . والنذر والانذار مثل النكر والانكار . وهو جمع نذير وهم الرسل . والداعي إلى تكذيب الرسل الشبهة الداخلة على العقلاء والتقليد والعادة السيئة وغير ذلك . ثم اخبر تعالى انه اخذهم بالعذاب والاهلاك { أخذ عزيز مقتدر } وهو القاهر الذي لا يقهر ولا ينال ، مقتدر على جميع ما يريده لكثرة مقدوراته . ثم قال { أكفاركم } يعني قريش وأهل مكة { خير من أولئكم } الكفار ، والمعنى إنهم ليسوا بخير من كفار قوم نوح وعاد وثمود . وقوله { أم لكم براءة في الزبر } معناه ألكم براءة فى الكتب المنزلة من عذاب الله . وقوله { أم يقولون نحن جميع منتصر } قال الزجاج : معناه أيقولون ذلك إدلالا بقوتهم . ويحتمل أن يكون أرادوا نحن جميع أي يد واحدة على قتاله وخصومته { منتصر } أي ندفعه عنا وينصر بعضنا بعضاً فقال الله تعال مكذباً لظنونهم { سيهزم الجمع } معناه إن جميعهم سيهزمون { ويولون الدبر } ولا يثبتون لقتالك ، وكان كذلك فكان موافقته لما أخبر به معجزاً له لانه إخبار بالغيب قبل كونه ، وانهزم المشركون يوم بدر وقتلوا وسبوا على ما هو معروف . ثم قال { بل الساعة } يعني القيامة { موعدهم } للجزاء لهم بأنواع العقاب والنيران وقوله { والساعة أدهى وأمر } فالأدهى الاعظم فى الدهاء . والدهاء عظم سبب الضرر مع شدة انزعاج النفس وهو من الداهية وجمعه دواه ، والداهية البلية التي ليس فى إزالتها حيلة ، والمراد ما يجري عليهم من القتل والاسر عاجلا لا يخلصهم من عذاب الآخرة بل عذاب الآخرة أدهى وأمر . والأمر الاشد في المرارة ، وهي ضرب من الطعم به يكون الشيء مراً . ويحتمل الأمر الاشد في استمرار البلاء ، لان الاصل التمرر . وقيل مرارة لشدة مرورها وطلبها الخروج بحدة . وقيل : الأمر الاشد مرارة من القتل والاسر .