Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 6, Ayat: 81-81)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

في هذه الآية احتجاج من ابراهيم ( ع ) على قومه وتأكيد لما قدم من الحجاج لانه قال لهم : وكيف تلزمونني ان اخاف ما أشركتم به من الاوثان المخلوقة وقد تبين حالهم ، وانهم لا يضرون ولا ينفعون ، وانتم لا تخافون من هو القادر على الضرِّ والنفع بل تتجرؤن عليه وتتقدمون بين يديه بأن تجعلوا له شركاء في ملكه وتعبدونهم من دونه ، فأي الفريقين احق بالامن : نحن المؤمنون الذين عرفنا الله بأدلته ووجهنا العبادة نحوه ؟ ام أنتم المشركون بعبادته غيره من الاصنام والاوثان ؟ ولو أطرحتم الميل والحمية والعصبية لما وجدتم لهذا الحجاج مدفعا . وقوله { ما لم ينزل به سلطانا } أي حجة لان السلطان هو الحجة في اكثر القرآن ، وذلك يدل على ان كل من قال قولا واعتقد مذهبا بغير حجة مبطل . وقوله { إن كنتم تعلمون } معناه ان كنتم تستعملون عقولكم وعلومكم وتحكِّمونها على ما تهوونه وتميل اليه أنفسكم . وفي الآية دلالة على فساد قول من يقول بالتقليد وتحريم النظر والحجاج ، لان الله تعالى مدح ابراهيم لمحاجته لقومه وامر نبيه بالاقتداء به في ذلك فقال { وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه } ثم قال بعد ذلك : { أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده } اي بأدلتهم اقتده .