Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 64, Ayat: 6-10)
Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قرأ رويس عن يعقوب { نجمعكم } بالنون على الاخبار من الله عن نفسه . الباقون بالياء على تقدير يوم يجمعكم الله . { أبشر } لفظه لفظ الواحد والمراد به الجمع بدلالة قوله { يهدوننا } لأنه على طريق الجنس الذي لا يجمع ولا يثنى . لما قرر الله تعالى خلقه بأنهم جاءهم اخبار من مضى من الكفار وأن الله تعالى أهلكهم بكفرهم ، بين لم أهلكهم فقال { ذلك بأنهم كانت تأتيهم رسلهم } أي تجيئهم رسلهم من الله بالحجج الواضحات { فقالوا } لهم { أبشر يهدوننا } وقد بينا أن لفظ { بشر } واحد والمراد به الجمع ، ومعناه أخلق مثلنا يهدوننا إلى الحق ؟ ! متعجبين من ذلك مستهزئين به { فكفروا } بالله وجحدوا رسله { وتولوا } أي اعرضوا عن القبول منهم { واستغنى الله } ومعناه أن الله لم يدعهم الى عبادته لحاجته اليهم ، لأن الله تعالى غني عنهم وعن غيرهم ، وإنما دعاهم لما يعود عليهم بالنفع حسب ما تقتضيه حكمته فى تدبيرهم { والله غني } عن جميع خلقه { حميد } على جميع افعاله لانها كلها إحسان . وقيل { حميد } يدل على أنه يجب على عباده أن يحمدوه . ثم حكى ما يقول الكفار فقال { زعم الذين كفروا بالله } وجحدوا رسله فقال المؤرج : { زعم } معناه كذب فى لغة حمير . وقال شريح { زعم } كنية الكذب والحدة كنية الجهل { أن لن يبعثوا } أي لا يحشرهم الله فى المستقبل للحساب والجزاء فـ { قل } لهم يا محمد صلى الله عليه وآله { بلى وربي } أي وحق ربي ، على وجه القسم { لتبعثن } أي لتحشرن { ثم لتنبؤن } أي لتخبرن { بما عملتم } من طاعة ومعصية { وذلك على الله يسير } سهل لا يتعذر عليه ذلك ، وإن كثروا وعظموا فهو كالقليل الذي لا يشق على من يأخذه لخفة أمره ، ومثله قوله { ما خلقكم ولا بعثكم إلا كَنفس واحدة } واصله من تيسير الشيء بمروره على سهولة . ثم قال { فآمنوا بالله } معاشر العقلاء { ورسوله } أي وآمنوا برسوله { النور الذي أنزلنا } يعني القرآن ، سماه نوراً لما فيه من الادلة والحجج الموصلة الى الحق فشبهه بالنور الذي يهتدى به على الطريق { والله بما تعملون خبير } أي عالم بأعمالكم لا يخفى عليه خافية منها . وقوله { يوم يجمعكم } تقديره واذكروا يوم يجمعكم { ليوم الجمع } وهو يوم القيامة . وقوله { ذلك يوم التغابن } والتغابن هو التفاوت فى اخذ الشيء بدون القيمة ، والذين اخذوا الدنيا بالاخرة بهذه الصفة فى أنهم اخذوا الشيء بدون القبمة ، فقد غبنوا أنفسهم بأخذ النعيم المنقطع بالدائم واغبنهم الذين اشتروا الآخرة بترك الدنيا المنقطع اليها من هؤلاء الذين تغابنوا عليها ، وقال مجاهد وقتادة : يوم التغابن غبن أهل الجنة أهل النار . ثم قال { ومن يؤمن بالله ويعمل صالحاً } أي من يصدق بالله ويعترف بوحدانيته وإخلاص العبادة له ويقرّ بنبوة نبيه ويضيف إلى ذلك افعال الطاعات { يكفر عنه سيئآته } أي يكفر عنه سيئاته التي هي دونها ، ويتفضل عليه باسقاط عقاب ما دونها من المعاصي { ويدخله جنات تجري من تحتها الأنهار } يعني بساتين تجري من تحت أشجارها الأنهار { خالدين فيها } أي مؤبدين لا يفنى ما هم فيه من النعيم أبداً { ذلك الفوز العظيم } أي النجاح الذي ليس وراءه شيء من عظمه . ثم قال { والذين كفروا } بالله وجحدوا وحدانيته وأنكروا نبوّة نبيه وكذبوا بمعجزاته التي هي آيات الله { أولئك أصحاب النار خالدين فيها وبئس المصير } أي بئس المآل والمرجع . وقرأ ( نكفر ، وندخله ) بالنون أهل المدينة واهل الشام على وجه الاخبار من الله تعالى عن نفسه . الباقون بالياء على تقدير يكفر الله عنهم ويدخلهم .