Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 67, Ayat: 22-26)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله { أفمن يمشي … } مثل ضربه الله قال ابن عباس : هو مثل ضربه الله عز وجل للكافر وشبهه بمن يمشى مكباً على وجهه . والمؤمن شبهه بمن يمشي سوياً على صراط مستقيم . وقال قتادة : الكافر يحشر يوم القيامة يمشي على وجهه مكباً ، والمؤمن يمشى على صراط مستقيم . وفى الآية دلالة على وجوب النظر فى الدين ، لأنه تعالى ضرب المثل بالناظر في ما يسلكه حتى خلص إلى الطريق المستقيم فمدحه بهذا وذم التارك للنظر مكباً على وجهه لا يثق بسلامة طريقه ، يقال : اكبّ يكبّ اَكباباً فهو مكب في ما لا يتعدى قال الاعشى : @ مكباً على روقيه يحفر عرقها على ظهر عريان الطريقة أهيما @@ فاذا تعدى قيل : كببت فلاناً على وجهه ، وأكبه الله لوجهه . ثم قال تعالى لنبيه صلى الله عليه وآله { قل } لهؤلاء الكفار إن الله تعالى { هو الذي أنشأكم } بأن أخرجكم من العدم إلى الوجود واخترعكم { وجعل لكم السمع والأبصار } تسمعون بالسمع المسموعات وتبصرون بالبصر المبصرات { والأفئدة } يعني القلوب تعقلون فيها أي بما فيها من المعلوم تعلمون بها وتميزون بها ، فهذه نعم من الله تعالى يجب عليكم أن تشكروها وتحمدوا الله عليها فانتم { قليلاً ما تشكرون } أي قليلا شكركم ، ويجوز أن يكون المعنى إنكم تشكرون قليلا . ثم قال { قل } لهم يا محمد { هو } الله تعالى { الذي ذرأكم في الأرض } أي خلقكم أولا وأوجدكم { وإليه تحشرون } أي تبعثون اليه يوم القيامة فيجازيكم على أعمالكم على الطاعة بالثواب وعلى المعصية بالعقاب . ثم حكى تعالى ما كان يقوله الكفار فانهم كانوا { يقولون } مستهزئين مكذبين بأنه من عند الله { متى هذا الوعد } الذي تعدوننا به من العذاب والهلاك { إن كنتم صادقين } معاشر المؤمنين والمسلمين ، فقال الله تعالى { قل } لهم يا محمد { إنما العلم عند الله } يعني علم وقت قيام الساعة على اليقين عند الله لم يطلع عليه احداً من البشر ، كما قال { إن الله عنده علم الساعة } { وإنما أنا نذير } لكم مخبر مخوف من عقاب الله تعالى { مبين } ما لكم فيه من الصلاح والنجاة من العقاب . والنذير هو الدال على موضع المخافة فكل من دعا إلى حق إما رغبة أو رهبة فهو نذير إلا انه صار علماً في صفات الانبياء عليهم السلام .