Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 57, Ayat: 14-14)
Tafsir: ʿArāʾis al-bayān fī ḥaqāʾiq al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وفيه مسألتان : المسألة الأولى : في الآية قولان : الأول : { أَلَمْ نَكُن مَّعَكُمْ } في الدنيا والثاني : { أَلَمْ نَكُن مَّعَكُمْ } في العبادات والمساجد والصلوات والغزوات ، وهذا القول هو المتعين . المسألة الثانية : البعد بين الجنة والنار كثير ، لأن الجنة في أعلى السموات ، والنار في الدرك الأسفل ، فهذا يدل على أن البعد الشديد لا يمنع من الإدراك ، ولا يمكن أن يقال : إن الله عظم صوت الكفار بحيث يبلغ من أسفل السافلين إلى أعلى عليين ، لأن مثل هذا الصوت إنما يليق بالأشداء الأقوياء جداً ، والكفار موصوفون بالضعف وخفاء الصوت ، فعلمنا أن البعد لا يمنع من الإدراك على ما هو مذهبنا ، ثم حكى تعالى : أن المؤمنين قالوا بلى كنتم معنا إلا أنكم فعلتم أشياء بسببها وقعتم في هذا العذاب أولها : { وَلَـٰكِنَّكُمْ فَتَنتُمْ أَنفُسَكُمْ } أي بالكفر والمعاصي وكلها فتنة وثانيها : قوله : { وَتَرَبَّصْتُمْ } وفيه وجوه أحدها : قال ابن عباس : تربصتم بالتوبة وثانيها : قال مقاتل : وتربصتم بمحمد الموت ، قلتم يوشك أن يموت فنستريح منه وثالثها : كنتم تتربصون دائرة السوء لتلتحقوا بالكفار ، وتتخلصوا من النفاق وثالثها : قوله : { وَٱرْتَبْتُمْ } وفيه وجوه الأول : شككتم في وعيد الله وثانيها : شككتم في نبوة محمد وثالثها : شككتم في البعث والقيامة ورابعها : قوله : { وَغرَّتْكُمُ ٱلأَمَانِيُّ } قال ابن عباس : يريد الباطل وهو ما كانوا يتمنون من نزول الدوائر بالمؤمنين { حَتَّىٰ جَاء أَمْرُ ٱللَّهِ } يعني الموت ، والمعنى ما زالوا في خدع الشيطان وغروره حتى أماتهم الله وألقاهم في النار . قوله تعالى : { وَغَرَّكُم بِٱللَّهِ ٱلْغَرُورُ } فيه مسألتان : المسألة الأولى : قرأ سماك بن حرب : { ٱلْغُرُور } بضم الغين ، والمعنى وغركم بالله الاغترار وتقديره على حذف المضاف أي غركم بالله سلامتكم منه مع الاغترار . المسألة الثانية : { ٱلْغَرُورُ } بفتح الغين هو الشيطان لإلقائه إليكم أن لا خوف عليكم من محاسبة ومجازاة .