Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 61, Ayat: 12-13)

Tafsir: ʿArāʾis al-bayān fī ḥaqāʾiq al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

اعلم أن قوله تعالى : { غَفَرَ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ } جواب قوله : { تُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَـٰهِدُونَ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ } [ الصف : 11 ] لما أنه في معنى الأمر ، كما مر فكأنه قال : آمنوا بالله وجاهدوا في سبيل الله يغفر لكم ، وقيل جوابه : { ذَٰلِكم خَيْرٌ لَّكُمْ } [ الصف : 11 ] وجزم : { يَغْفِرْ لَكُمْ } لما أنه ترجمة : { ذٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ } ومحله جزم ، كقوله تعالى : { لَوْلا أَخَّرْتَنِي إِلَىٰ أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن } [ المنافقون : 10 ] لأن محل { فَأَصَّدَّقَ } جزم على قوله : { لَوْلا أَخَّرْتَنِي } وقيل : جزم { يَغْفِرْ لَكُمْ } بهل ، لأنه في معنى الأمر ، وقوله تعالى : { وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّـٰتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَـٰرُ } إلى آخر الآية ، من جملة ما قدم بيانه في التوراة ، ولا يبعد أن يقال : إن الله تعالى رغبهم في هذه الآية إلى مفارقة مساكنهم وإنفاق أموالهم والجهاد ، وهو قوله : { يَغْفِرْ لَكُمْ } وقوله تعالى : { ذٰلِكَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ } يعني ذلك الجزاء الدائم هو الفوز العظيم ، وقد مر ، وقوله تعالى : { وَأُخْرَىٰ تُحِبُّونَهَا } أي تجارة أخرى في العاجل مع ثواب الآجل ، قال الفراء : وخصلة أخرى تحبونها في الدنيا مع ثواب الآخرة ، وقوله تعالى : { نَصْرٌ مّن ٱللَّهِ } هو مفسر للأخرى ، لأنه يحسن أن يكون : { نَصْرٌ مّن ٱللَّهِ } مفسراً للتجارة إذ النصر لا يكون تجارة لنا بل هو ريح للتجارة ، وقوله تعالى : { وَفَتْحٌ قَرِيبٌ } أي عاجل وهو فتح مكة ، وقال الحسن : هو فتح فارس والروم ، وفي { تُحِبُّونَهَا } شيء من التوبيخ على محبة العاجل ، ثم في الآية مباحث : الأول : قوله تعالى : { وَبَشّرِ ٱلْمُؤْمِنِينَ } عطف على { تؤمنون } [ الصف : 11 ] لأنه في معنى الأمر ، كأنه قيل : آمنوا وجاهدوا يثبكم الله وينصركم ، وبشر يا رسول الله المؤمنين بذلك . ويقال أيضاً : بم نصب من قرأ : { نَصْراً مِنَ ٱللَّهِ وفتحاً قَرِيبًا } ، فيقال : على الاختصاص ، أو على تنصرون نصراً ، ويفتح لكم فتحاً ، أو على يغفر لكم ، ويدخلكم ويؤتكم خيراً ، ويرى نصراً وفتحاً ، هكذا ذكر في الكشاف .