Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 71, Ayat: 11-12)

Tafsir: ʿArāʾis al-bayān fī ḥaqāʾiq al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

واعلم أن الخلق مجبولون على محبة الخيرات العاجلة ، ولذلك قال تعالى : { وَأُخْرَىٰ تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مّن ٱللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ } [ الصف : 13 ] فلا جرم أعلمهم الله تعالى ههنا أن إيمانهم بالله يجمع لهم مع الحظ الوافر في الآخرة الخصب والغنى في الدنيا . والأشياء التي وعدهم من منافع الدنيا في هذه الآية خمسة أولها : قوله : { يُرْسِلِ ٱلسَّمَاء عَلَيْكُمْ مُّدْرَاراً } وفي السماء وجوه : أحدها : أن المطر منها ينزل إلى السحاب وثانيها : أن يراد بالسماء السحاب وثالثها : أن يراد بالسماء المطر من قوله : @ إذا نزل السماء بأرض قوم رعيناه وإن كانوا غضابا @@ والمدرار الكثير الدرور ، ومفعال مما يستوي فيه المذكر والمؤنث ، كقولهم : رجل أو امرأة معطار ومتفال وثانيها : قوله : { وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوال } وهذا لا يختص بنوع واحد من المال بل يعم الكل وثالثها : قوله : { وَبَنِينَ } ولا شك أن ذلك مما يميل الطبع إليه . ورابعها : قوله : { وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّـٰتٍ } أي بساتين وخامسها : قوله : { وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً } .