Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 36, Ayat: 16-16)

Tafsir: at-Tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

لاَ عَلَى الوجه الذي فهمه الزمخشري ومن تبعه ، وهو أن قوله : " ربُنا يعلم " جار مجرى القَسَم في التوكيد ، كقولهم " شَهِدَ الله " ، و " عَلِمَ الله " ، لأن معنى الآية ، دفع الشبهة العلمية المفصَّلة ، فاستئناف الدعوى مقرونة بالقسم غير منجح ، والبيان القَسَمي غير نافع في المقامات العلمية ، التي لا يُتَوَصَل إليها إلاّ بالطمأنينة اليقينية ، على أن احتمال التورية في القسم قائم ، ثم اعتذاره ، بأن هذا القَسَم ، لَمّا كان مشفوعاً بالبيّنة الشاهدة ، والآيات الواضحة ، مستحسن ، كما ترى . وإنّما حمله على هذا التوجيه في الآية أمران : أحدهما : وجود الّلام للتأكيد في " مرسلون " ، الثاني دون الأول . وثانيهما : المماثلة المعنوية بين قولهم " ربُنا يعلم " وقول الناس " شهِدَ الله " ، و " علم الله " ، الواقعيَنِ أحياناً في مقام القَسَمْ وكِلا الوجهين ضعيف كما لا يخفى . وأيضاً لا على الوجه الذي فهمه أتباع الأشاعرة من قولهم : أن للفاعل المختار ، أن يرجّح بعلمه وإرادته ، بعض الأمور المتماثلة من غير مرجّح ، لأن الألوهية إنما تتحقق ، بأن يفعل ما يشاء ويختار ما يريد - أي من غير مخصّص - ، قالوا : كما أن شأن الإرادة تخصيص أحد الطرفين المتساويين - كما في قَدَحَيْ عطشان وطريقَيْ هارِب - فكذا شأنها تخصيص احد المتساويين في الماهية ولوازمها من غير افتقار مُرجّح وداع ، وذلك ، لأن إثبات الفاعل المختار على هذا الوجه ، مفسوخ الأصل مبرهن الفساد - كما حقق في مظانّه - ، بل أن يكون المراد منه ، أن الله تعالى بحسب عنايته الأزَلِية المتعلقة بنظام هذا النوع الإنساني ، وعلمه الأزلي بمصلحة الكائنات ، يهدي من يشاء من عباده ، ويصطفي من الناس من يصلح للرسالة ، لا لمجرّد اتفاق أو جزاف - تعالى عن ذلك عُلُوّاً كبيراً - بل بحسب اختلاف الأفراد في سبق الاستعداد ، وصلوح القوابل والمواد ، وتفاوتهم في اللطافة والكثافة ، وصفاء القلب ونوريّة الفؤاد ، وقِلّة الحُجُب وكَثْرتِها عن المبدء الجواد . فإن الأرواح الأنسيّة ، بحسب الفطرة الأولى والثانية ، مختلفة في الصفاء والكدورة ، والقوة والضعف ، مترتبّة في درجات القُرْب من الله ، وكذا المواد السفليّة بإزائها ، متفاوتة تفاوتاً نوعياً أو صنفياً أو شخصيّاً ، وقد قُدّر بإزاء كل مادة ما يناسبها من الروح ، فَحَصَل من مجموعها استعدادات مناسبة لبعض العلوم والأخلاق ، والصفات والكمالات ، فأعظم السعادات لأجْودَ الاستعدادات ، وأكملُ الكمالات لأِشْرَف الأرواح ، وهي أرواح الأنبياء والأولياء ( عليهم السلام ) ، في كل زمان ، بحسب أوضاع كل وقت ، وأشرفُ أرواحِ الأنبياء ، روحُ خاتمهم وسيّدهم ، سيّد الكل في الكل ، ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وَبعدَه طبقة أولياء أهل بيته الطاهرين ، المستمرة سلسلتهم إلى زمان ظهور المهدي ، وَلِيِّ آخر الزمان ، صلوات الله عليه وآبائه أجمعين . وإنّما وَجَبَ بلوغ الكمال في النوع ، بحسب مَلَكَهِ العِلم والحال ، إلى مرتبة النبوة بأمرين : عناية من الله ، وحاجة من الخلق في بقائهم الدنيوي ، وخلاصهم الأخروي ، لِمَا ثَبَت أن الإنسان مدني بالطبع . أما الأول : فمَنْ لم يُهمِل أخْمَصَ القدمين دون التصغير ، مع قلّة نفعه ، بل تكميلاً للزينة المستغنى عنها ، ولم يَضَعْ تقويسَ الحاجبين ، موتَّراً بوتَرَ أهداب العيون ، وتسوية أشعارها مع حقارة فوائدها ، فبأنْ لا يسوغُ الضنَّ بإفاضة النبوة على روح من الأرواح البشرية ، مع كونه رحمة للعالمين كان أوْلى . وأما الثاني : فَمَنْ نَظَر في العالم الصغير ، الذي هو الهيكل الإنسي ، متى لم يكن رئيس مطاع لقواه وأعضاءه يسويّ كل واحد منها على مكانه ، ويدبّرُ لكل منها غذاء يناسبه ، وقسطاً من الحرارة الغريزيّة والروح البخاري يلائمه ، وغير ذلك من كميات مراتب الهضم والدفع ، والنمو والتوليد ، لخَرِبَ سريعاً ، حيث أصبح كل منها مطاعاً مطيعاً ، بل لا بد للكل من أمير واحد ، ورئيس واحد ، يدبّرها ويَسُوسُها ، ولو كان المدبّر أكثر من واحد كان البدن كما قيل : " خانه به دو كدبانو نارفته بماند " . وإذا كان أمر العالم الصغير ، لا يتمّ ولا يتمشّى دون قاهر أمير ، فما ظنُّك بعالَم العناصر المَثار لآثار الفتن ، المَكْمَن لأنواع المحن ، بل لا بدّ للخلق من الهداية إلى كيفية المصالح ، وجلب المساعي والمناهج ، ووجود هادٍ للخلق مؤيَّد من عند الله ، يأتمرون بأمره ، وينزجرون بزجره { وَمَآ آتَاكُمُ ٱلرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَٱنتَهُواْ } [ الحشر : 7 ] . فحاصل هذا الجواب عن شبهتهم ، أن أفراد البشر وإن كانوا متماثلين بحسب معنى الإنسانية النوعية ، إلاّ أن بعضهم اختص بكرامة آلهية ، وعناية ربّانية ، لأجل استحقاق خفي ، وعصمة باطنية لا يعلمها إلاّ الله ، فلا بد في العناية الأزليّة من بعثه وإرساله ، وهو مفاد قولهم { رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّآ إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ } مثل قوله تعالى : { ٱللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ } [ الأنعام : 124 ] . وقوله : { ٱللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ ٱلْمَلاَئِكَةِ رُسُلاً } [ الحج : 75 ] . وقوله تعالى : { ٱللَّهَ يَجْتَبِي مِن رُّسُلِهِ مَن يَشَآءُ } [ آل عمران : 179 ] . الوجه الثاني : في حل شُبهتهم ودفع حُجتهم ، هو أن أفراد الإنسان ، وإن كانت متماثلة في البشرية ، إلاّ أنها متخالفة الحقيقة بحسب البواطن والأرواح ، ونشوء الآخرة من نفوسها - وقد مرّ تحقيق ذلك في تفسير سورة آلم السجدة - والآيات الدالة على أن أرواح الإنسان محشورة يوم القيامة على صور متخالفة في الحقيقة ، كثيرة . وهذا مما يحتاج دَرْكُه ، بعد قيام البرهان العقلي والنقلي عليه ، إلى صفاء في القلب ، وذَوْق شديد ، وخوض عظيم في معرفة النفس ، وكيفية اتحادها بالمعقولات ، وتقلبها في الأطوار والنشآت ، لينكشف أن أفراد الإنسان ، وإن كانت متفقة في معنى نوعي ، هو معنى الحيوان المدرِك للكليّات بالقوة ، لكنها بعد صيرورة عقولها الهيولانية ، متحدة بما تخرج به من القوّة إلى الفعل من الهيئات والملكات ، تصير متخالفة الحقائق . والنفس ، وإن كانت أمراً صورياً في عالم الحس والشهادة ، مقوماً للنوع الخاص البشري ، الذي اجتمعت فيه أنواع الصور الحسية ، الطبيعية والنباتية والحيوانية ، إلاّ أنها في أول الفطرة ، هي محض القوة والفاقة بالنسبة إلى عالم الغيب والنشأة الآخرة ، نسبتها إلى الصور الغيبيّة التي فيها ، نسبة الهيولى الأولى إلى الصور الحسِّية . وكما أن الهيولى ، واحدة نوعية ، متماثلة في جميع الطبائع بحسب جوهريتها الأولى ، متخالفة الجواهر ، بانضمام الصور المقوِّية إيّاها جوهرية ثانية ، فكذلك النفوس الإنسانية بحسب فطرتها الأولى ، متماثلة متَّحدة النوع ، وبحسب ما يخرج من القوة إلى الفعل ، من الملكات والأخلاق الحاصلة لها ، من تكرر الأعمال والأفعال ، متكثرة الأنواع ، يناسب كل نوع منها ، لنوع من تلك الملكات والأخلاق ، ولِحيوان غلب عليه ذلك الخلق ، فَيُحشَر على صورته ، لكونها على صفته . فعدد الحيوانات الحاصلة من الإنسان في النشأة الثانية بحسب النوعية ، أكثر من عدد أنواع الحيوانات في هذا العالم ، لأنه سيظهر منها في القيامة أقسام من الحيوانات ، لم يُعْهَد مثلها في هذه الدار ، لحصولها بالمسخ الحاصل لبعض النفوس ، من امتزاج أوصاف حيوانات متعددة ، اجتمعت في باطنها ، ورَسَخت بكثرة الأعمال المؤدّية إليها بطول الزمان ، أو بشدة التعلق من تلك النفوس ، بفنون دواعي تلك الحيوانات ، وأغراضها ومقاصدها ، فحُشِرَت هي في القيامة ، على صورة تَحْسُنُ عندها القِرَدَةُ والخنازير - كما ورد في الحديث عن رسول الله - ( صلى الله عليه وآله وسلم ) . والتناسخ بهذا المعنى ثابت عند أئمة الكشف والشهود ، مصرَّح به في مواضع من الكتاب والحديث ، وعلى هذا المعنى ، يحمل كلام أساطين الحكماء المتقدمين ، القائلين بالنَّقل ، لا على تعلّق النفْس من بدن عنصري إلى بدن آخر ، لنهوض البرهان القطعي ، من العَرْشِيّات التي ألهمني الله تعالى بها بفضله وكَرَمه ، على استحالته ، وقد أوردناه في كتاب المبدء والمعاد ، وأولئك الأقدمون ، أجل شأناً من أن يغفلوا عن مفسدة القول بالتناسخ ، بل مقصودهم يوافق شريعتنا المصطفوية - على الصادع بها وآله أجزل الصلاة والتحية - . والحاصل ، أن الإنسان بحسب الأعمال والأفعال ، والأفكار والنيات المستنتجة لحصول الأخلاق والملكات ، يصير إمّا من جملة الملائكة ، أو الشياطين أو الحيوانات المنتكسة الرؤوس إلى جهة السفل ، ولكل من هذه الأجناس الثلاثة ، أنواع كثيرة ، يمكن أن يصير إليها أفراد الإنسان ، بحكم المناسبة ، ويُحشَر في زمرتها ، بمقتضى الميل والمحبة ، ولهذا المعنى ، قيل للإنسان ، إنه " باب الأبواب " كما نُقِلَ عن حكماء الفرس . فإذا تقرر هذا فنقول : أرواح الأنبياء والأولياء - سلام الله عليهم وتقديساته - ، بمنزلة الملائكة المقرّبين ، أي الكروبين الواقعين في الصف الأول من صفوف الملائكة ، ومِن بينهم نبينا ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، بمنزلة العقل الأول ، وقد ذَكَرْنا في تفسيرنا لآية الكرسي ، كونَ المراد من الحديث المتّفق عليه عنه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " أول ما خلق الله العقل " ، هو النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وتمام ما ذكر فيه من " الإقْبال والإدْبار ، وَبِكَ آخذ وَبِكَ أُعطي وَبِكَ أُثِيبُ وَبِكَ أُعاقِبْ " شَرْحٌ لأحواله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، منطبق عليه ، صادق في حقه . ثم كل طبقة من طبقات العرفاء والعلماء والصلحاء ، بمنزلة طبقة من طبقات الملائكة ، وَصَفٍّ من صفوفهم الواقعة بعد الصف الأول ، محشورة معها ، وعوامُّ أهل الإيمان ، بمنزلة عَوامّ الملائكة . ونفوس المنافقين ، من أهل المكر والوسوسة والحيلة والجربزة ، تُحشَر في القيامة مع الشياطين لقوله تعالى : { لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَٱلشَّيَاطِينَ } [ مريم : 68 ] . ونفوس أهل الدنيا - الغالب عليها حب الشهوات ، من النساء والبنين ، والقناطير المُقَنْطَرَةِ من الذهب والفضة ، وحب الرياسة ، من الخيل المُسوَّمة والأنعام والْحَرْث - تحشر مع الأنعام والدواب . فإذا كان التخالف بين أفراد الإنسان ، بهذه المثابة من التخالف الجنسي - فضلاً عن النوعي - ، فكيف يدّعي أحد ، أن نفس النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، كنفوس عوام الناس ؟ وقال ( صلى الله عليه وآله ) : " لستُ كأحدكم ، أبيت عند ربي يطعمني ويسقيني " ، والله سبحانه قد كفّر من ذَهَبَ إلى مماثلة النبي مع سائر الناس ، وقال ببشريته ، لقوله تعالى : { أَبَشَرٌ يَهْدُونَنَا فَكَفَرُواْ } [ التغابن : 6 ] وأما قوله : { قُلْ إِنَّمَآ أَنَاْ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ } [ الكهف : 110 ] ، فهو مماثلة بحسب النشأة الحسّية ، والإشتراك في الجسمية المشتركة . فالمماثلة التي ادّعاها المنكرون للنبوة ، المتمسكون بهذه الشبهة ، إن ادّعوها بحسب المادة البدنية المشتركة ، فالجواب ، بعد تسليم هذه المقدمة ، أن اختصاص النبوة ببعض الأفراد ، إنما يكون بكرامة لاحقة ، وفضيلة فائضة من الله ، على حسب صفاء القابل ولطافة المحل ، فلا يلزم تخصيص بلا مُخَصِّص أصلاً ، كما مرّ في الوجه الأول . وإن ادعَوْها بحسب الأرواح والبواطن ، فالممثالة ممنوعة ، بل الثابت المحقّق خلافه ، كما مرّ في الوجه الآخر ، فالشبهة من أصلها منقلعة منحسمة . وللمتأمل أن يفهم من هذه الآية ، إشعاراً لطيفاً بالوجه الثاني ، من وجهي الجواب عن شبهة المنكرين لرسالة الرُّسُل الثلاثة - على نبينا وآله وعليهم السلام - بأن يكون المراد ، أن جهة المخالفة النوعية الحاصلة بيننا وبينكم ، ليست مِمّا يمكن أن تصل إلى إدراكه أفهامكم وافهام أمثالكم ، لأنه أمر خفي ، لا يعلمه إلاّ الله ، ولا يمكن الوصول إلى دركه إلاّ بإلهام الله ، وتعليمه مَن اختاره من عباده للهداية ، لأن صفة النبوة والولاية ، أمر باطني ، ونور عقلي ، يحصل من الله تعالى ، ويُقذّفُ منه في قلب مَن يشاء من عباده وأوليائه ، وإذا تنوّر الباطن بذلك النور ، خرج عمّا كان عليه ، وانقلب نفسه عقلاً مستفاداً ، ونارُه نوراً مضيئاً في المعاد . وفي القرآن آيات كثيرة ، وإشارات بليغة ، وتلميحات لطيفة ، دالة على أن أرواح المؤمنين ، مخالفة في الحقيقة لنفوس الكَفَرة والمنافقين ، وعلى أن أرواح الأنبياء ، جواهرها مخالفة لأرواح غيرهم ، وأن روح خاتم الأنبياء - ( عليه وآله الصلاة والسلام ) من الملك الأعلى - فوق الجميع . ولا يتوهَّمَنَّ أن قوله تعالى : { قُلْ إِنَّمَآ أَنَاْ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ } [ الكهف : 110 ] ، ينافي ما ادَّعيناه ، من مخالفة حقيقة الرسول ( صلى الله عليه وآله ) لعامَّة الناس ، لِما دَرَيْتَ ، أن الاشتراك والمماثلة بحسب البشرية ، التي هي متّفقة المعنى بين الناس ، والمخافة بحسب الباطن ومقام العِنْدِيَّة ، وعلى هذين المقامَين ، يتوزّع كل ما ورد في الاتفاق والإختلاف له مع عامّة العباد . فكل ما كان من قبيل قوله تعالى : { قُلْ إِنَّمَآ أَنَاْ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ } [ الكهف : 110 ] ، كان المراد به الإشارة إلى مقام البشرية والنزول في هذه الدار ، وكذلك قوله تعالى : { قُل لاَّ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَآئِنُ ٱللَّهِ وَلاۤ أَعْلَمُ ٱلْغَيْبَ وَلاۤ أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ } [ الأنعام : 50 ] . { وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ ٱلْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ ٱلْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ ٱلسُّوۤءُ إِنْ أَنَاْ إِلاَّ نَذِيرٌ } [ الأعراف : 188 ] وقوله : { قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إَلاَّ بَشَراً رَّسُولاً } [ الإسراء : 93 ] ، وقوله : { هُوَ ٱلَّذِي بَعَثَ فِي ٱلأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ } [ الجمعة : 2 ] ، وقوله : { لَقَدْ جَآءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ } [ التوبة : 128 ] ، وقوله ( صلى الله عليه وآله ) : " اني ابن امرأة كانت تأكل القديد " . وكل ما كان من قبيل قوله : { مَّنْ يُطِعِ ٱلرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ ٱللَّهَ } [ النساء : 80 ] . وقوله : { قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ ٱللَّهَ فَٱتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ ٱللَّهُ } [ آل عمران : 31 ] . وقوله : { وَمَآ أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ } [ الأنبياء : 107 ] ، وقوله : { نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ } [ المائدة : 15 ] ، كانَ المرادُ بِهِ باطنه بحسب مقامه المحمود الموعود له في قوله : { عَسَىٰ أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَّحْمُوداً } [ الإسراء : 79 ] . اللهم اجعلنا من التابعين له ، الواردين معه ، ومن أهل بيته المقدّسين الحوض ، المحشورين معهم ، الواقفين تحتَ لوائهم .