Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 56, Ayat: 90-91)
Tafsir: at-Tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وأمّا إذا كان المتوفّى من أصحاب اليمين وأهل سلامة القلب من الأمراض النفسانيّة - كالجهل المركّب والحسد والكبر والمكر والغيلة والجحود - سواء كانت صحيفة أعمالهم ساذجة من آثار الأعمال ، وألواح نفوسهم خالية عن النقوش والأفكار ، أو كانوا - لصفاء قلوبهم ، واقتدار نفوسهم - وفّقهم الله لفعل الحسنات والطاعات ، والاجتناب عن المعاصي والسيّئات ، أو كانوا من أهل المعصية ثمّ أنابوا وتابوا إلى الله فقد تاب الله عليهم ، وانغسلت صفحة باطنهم بماء التوبة - والتائبُ من الذنبِ كمَن لا ذنب له - . أو كانوا ممّن خلَطوا عملا صالحا وآخر سيئّا ، لكن رجح لهم جانب المغفرة والنجاة إذ كلّ هؤلاء من أصحاب اليمين على تفاوت درجاتهم ، وهم من أهل السلامة والنجاة من عذاب الجحيم - فسلام لكَ يا صاحب اليمين من إخوانك وأصحابك المؤمنين أصحاب اليمين وأهل سلامة القلب وصفاء الصدر - أي : يسلمون عليك ويلقون اليك التحيّة ، كقوله : { إِلاَّ قِيلاً سَلاَماً سَلاَماً } [ الواقعة : 26 ] وقوله : { وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلاَمٌ } [ يونس : 10 ] . وعن قتادة : فسلام لك أيّها الإنسان الذي هو من أصحاب اليمين من عذاب الله ، وسلّمت عليك ملائكته . وقيل معناه : فترى فيهم يا محمّد ما تحبّ لهم من السلامة من الخوف والمكاره . وقال الفرّاء : فسلام لك إنّك من أصحاب اليمين - فحذف إنّك .