Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 57, Ayat: 11-11)
Tafsir: at-Tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قرئ : فيضعفه ، وقُرِئا منصوبين على جواب الاستفهام ، وبالرفع عطفاً على " يقرض " ، أو على الخبرية ، أي : فهو يضاعفه . قد شبّه تعالى الإنفاق في سبيله بالقرض الحسن ، فأطلق هذا اللفظ عليه مجازاً لعلاقة المشابهة من إعطاء شيء وأخذ شيء لغرض الإحسان . - فيضاعفه له - أي : يعطيه الله أجره على إنفاقه مضاعفاً بأضعاف من رحمته وَجُودِه ، وله أجر كريم في نفسه وقد ضُم إليه الأضعاف . مكاشفة القَرْضُ الحَسَن عند أهل الله والعرفاء ، أن ينفق الإنسان في طريق معرفة الله وسبيل ملكوته والتفكر في آيات جبروته ، مواده الدماغيّة ، وأرواحه النفسانية ، وقواه الطبيعية ، التي هي أعز نقود هذه البلدة وأجناسها ، ليعوّض عنها ويحصل في قلبه من نفائس الأثمار المعنوية ، وشرائف نقود المعارف الإلهية التي بها يصير الإنسان من أكابر الآخرة وأغنيائها ، فائقاً على الأشباه والأقران ، متخلصاً من سجن الحسرة والحرمان ، وفاقة الجهل والنقصان . فالله تعالى حيث هيّأ أسباب المعرفة والعبادة للناس ، سيّما ذوي البصائر والأكياس ، فكأنه أراد منهم هذا القرض الحسن ، بتضعيف أجرهم ، وأخبر أن هذا الأجر كريم في نفسه ، لأن المعارف الربّانية جليلة عظيمة ، لأن شرف العلم وكرامته بنسبة شرف المعلوم وكرامته ، وليس في الوجود ما هو أكرم وأشرف من ذات المعبود وصفاته وأسمائه وأفعاله ، فالسعي في طريقة وصوله ، والإنفاق في ابتغاء وجهه ، يكون شريفاً كريماً أيضاً ، لأن وسيلة الشيء مناسبة له .