Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 87, Ayat: 6-9)

Tafsir: at-Tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

إعلم أنّ هذا المطلوب يتوقّف على معرفة مقاصد ثلاثة : الأوّل : صفة النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في ذاته وصفاته وجوهره . والثاني : كيفيّة تكميل الناقصين منه . والثالث : اختلاف الناس في قبول هذا الكمال منه . أمّا الأول : فاعلم أنّ النبي - من حيث هو نبيّ - إنّما تتحقّق نبوّته بكمال وشرف يتعلّق بنفسه وروحه ، لا بقوّة وحشمة تتعلّق ببدنه وجسمه ، وكمال النفس يكون بوجهين : أحدهما : توجّهه إلى الحقّ وهو الذي يعبّر عنه بالقوّة النظريّة ، وهو ما يكون كمالاً لها بحسب هويّتها وذاتها ، وعند رجوعها إلى باريها وعودها إلى عالمها ونشأتها . والثاني : توجّهه إلى الخلق الذي يعبّر عنه بالقوّة العمليّة ، وهو ما يكون كمالاً لها بحسب نسبتها إلى أمور خارجة عنها ، بتأثيرها فيها وعدم انفعالها عمّا دونها ، وبتكميلها وإمداداها ونفعها فيما سواها ، وعدم قبول النقص والآفة والشرّ من أضدادها وأعدائها ، فنفس النبيّ - لكونه متوسّطا بين الحقّ والخلق - لا بدّ وأن تكون كاملة في هاتين القوّتين جميعاً ، وإن كان الكمال الحقيقي والقرب من الحقّ يمكن أن يتحقّق بمجرّد استكمال القوّة العقليّة مع التوسّط في العمليّة كبعض أولياء الله المقرّبين . وأمّا الكاملين في العمل - دون العلم - ، فهم ليسوا من الكاملين في الحقيقة ، بل لهم نوع نجاة وصلاح حال في الآخرة ، وليس لهم رتبة النبوّة والخلافة عندنا - خلافاً لجماعة من المتكلّمين - حيث لم يشترطوا إلاّ العلم بما يتعلّق بالأحكام والسياسة الجمعيّة ، والحكومات الفصليّة في الخصومات ، وسائر ما يتعلّق بحفظ الحياة الدنيويّة ، وذلك لذهولهم عن أنّ الغرض الأصلي من بعثة الأنبياء ، وإنزال الكتب السماويّة والصحف الملكوتيّة ، سياقة الخلق إلى جوار رحمة الله وجوده ، بتعليمهم طريق المعرفة لتتنوّر ذواتهم ، وتصير مناسبة للعالَم الآخر ، والغرض من تعيّش الإنسان مدّة أمهله الله تعالى فيها ، هو تحصيله زاداً للآخرة بالعلم بحقائق الأمور ، بشرط قطع علائقه وعوائقه عن عالَم الغرور بالتقوى . فالبتقوى يحصل الخلاص والنجاة ، وبالعلم يحصل القرب والمنزلة عند الله ، والمتوسّط بينه وبيننا لا بدّ وأن يكون كاملاً في العلوم الحقيقيّة ، بإلهام الحقّ تعالى بوساطة بعض الملائكة العقليّة لا بالتعلّم ، وإلاّ لم يكن متوسّطا بين الحقّ والخلق ، بل بين الخلق والخلق ، فلم يكن ما فرضناه نبيّاً نبيّاً - هذا خلف - . ولا بدّ أن يكون كاملاً فيما يتعلّق بالأحكام والسياسات الدينيّة مؤيّداً بالمعجزات الظاهرة لتكون دعوته للخلق مسموعة لهم خوفاً من سطوته وسياسته ، وإلاّ فالجحود والإنكار والاستنكار عن سماع الحقّ ، والاشتغال بطلب الشهوات غالب على أكثر الخلق ، فلا يمكن إيصال المعاني اللطيفة إلى قلوبهم إلاّ بعد أن تلين قلوبهم ويسكن انكارهم ويزول استكبارهم . فثبت أنّ النبي لا بدّ وأن يكون كاملاً في القوّتين : العقل والعمل ، قويّاً في النشأتين : الأخذ من الحقّ والتبليغ إلى الخلق . ولمّا ثبت بالبرهان أنّ القوّة العاقلة وكمالها أشرف من القوّة العاملة وكمالها ، لا جرم وجب تقديم العاقلة من جهة شرفها في الذكر على العاملة ، وإليه وقعت الإشارة بقوله : { سَنُقْرِئُكَ فَلاَ تَنسَىٰ } - والمعنى أنّه سبحانه بشّره بإعطاء قوّة ملكوتيّة ونور عقلانيّ يتقوّى بهما جوهر روحه ويكمل بحيث يصير نفسا قدسيّة ونوراً شعشعانيّا مشرِقا بالعلوم الحقيقيّة والمعارف الإلهيّة ، ويصير بحيث إذا عرف شيئا لا ينساه ، ويكاد زيت نفسه الناطقة يضيء بنور عقله المستفاد من الجوهر المفارق العقلاني الذي هو نار معنويّة من نور الله ، ولو لم تمسسه نار التعليم البشري . وهذا هو الذي فهمناه من قوله تعالى : { سَنُقْرِئُكَ فَلاَ تَنسَىٰ } - لما روي أنِّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كان يعجِّل بالقراءة إذا لقنه جبرئيل ( ع ) ، فقيل له : لا تعجل ، فإنّ جبرئيل مأمور بأن يقرأ عليك قراءة مكرّرة ، إلى أن تحفظه ثمّ لا تنساه . وقوله تعالى : { إِلاَّ مَا شَآءَ ٱللَّهُ } - قيل : الغرض منه نفي النسيان رأساً كما يقول الرجل لصاحبه : أنت سهمي فيما أملك إلاّ فيما شاء الله ، ولا يقصد استثناء شيء . وهو من استعمال القلّة مكان النفي . وقيل : قوله : فَلاَ تَنْسَى - على النهي ، والألف مزيدة للفاصلة ، يعني فلا تغفل قراءته وتكريره فتنساه إلاّ ما شاء الله أن ينسيكه بنسخه ، من رفع حكمه وتلاوته . وعلى هذا فالإنْساء نوع من النسخ . وقيل : إنّ جوهر النفس الإنسانيّة ما دامت في هذه النشأة الظلمانيّة الهيولانيّة لا تصير عقلاً صرفاً لا يكون فيه ما بالقوّة ، فلا جرم قد يلحقها فتور في قدرتها وضعف في حفظها وإمساكها للمعقولات . وأقول : يمكن أن يقال : إنّ المعقولات التي هي بمنزلة الدعائم والأصول في المعارف الإلهيّة ، كانت بحيث لا يتطرّق إليها الغفلة والنسيان عنها في نفس النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وهي التي لم يجز النسخ في حكمها ، ولا الخلاف بين ملل الأنبياء ( ع ) بحسبها ، وأمّا ما لم تكن بهذه المثابة ، فهي المعقولات التي بمنزلة الفروع والفضول ، فيجوز فيها الإهمال والنسيان والاختلاف في ثبتها ونسخها بحسب اختلاف الأزمنة وأحوال الأمم . وأمّا قوله تعالى : { إِنَّهُ يَعْلَمُ ٱلْجَهْرَ وَمَا يَخْفَىٰ } فهو إشارة إلى إثبات العلم له تعالى والتخلص من ذميمة الجهل والنقص . وبيانه : أنّه لمّا وعد نبيّه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أن يجعل جوهر نفسه الشريف عالِماً بحقائق المعلومات ، متّصفاً بالعلوم الحقّة المطابقة لما هي عليها في الواقع ، محيطاً بها ، وقد حقّق في الصنايع الكليّة والمقامات العقليّة ، انّ المؤثّر في كلّ كمال وجمال للموجود - بما هو موجود - لا بدّ وأن يكون كماله وجماله أقوى وأجلّ ممّا في الأثر ، والعلم لا شبهة في كونه كمالاً للموجود من غير أن يلزم فيه تجسّم أو تركّب ، فإذا وجد وتحقّق في الخلق ، فلا بدّ وأن يتحقّق في الخالق بوجه أعلى وأشرف . فلولا كون الباري سبحانه عالِماً بالمعلومات كلّها ، لما قدر على جعل روح النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) مُبَرّأ عن السهو والنسيان ، مقدّساً عن الجهل والنقصان . وقد ثبت في العلوم الحقيقيّة ، أنّ كلّ من كمل في العلم الحقيقي لا بدّ وأن يكون كاملاً في جميع الصفات الكماليّة للموجود بما هو موجود ، مبّرأً عن جميع النقائص التي بأزائها ، فيعلم من هذا أنّ الباري منزّه عن جميع النقائص - فسبحان من تقدّست كبرياؤه وتعظّمت الاؤه - . وفي الكشّاف : يعني أنّك تجهر بالقراءة مع قراءة جبرئيل ( ع ) مخافة التفلّت ، والله يعلم جهرك معه ، وما في نفسك ممّا يدعوك إلى الجهر ، فلا تغفل فأنا أكفيك ما تخافه ، أو يعلم ما أسررتم وما أعلنتم من أقوالكم وأفعالكم ، وما ظهر وما بطن من أحوالكم ، وما هو مصلحة لكم في دينكم ومفسدة ، فينسي من الوحي ما يشاء ، ويترك محفوظاً ما يشاء . وأقول : كلا الوجهين لا يخلو عن بُعد ، والأوْلى المصير إلى ما ذكرناه . وأمّا الإشارة إلى تكميل نفس النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في القوّة العمليّة ، وبحسب نسبته إلى الخلق ، فهو المراد في قوله : { وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَىٰ } - لانّ معناه ونوفّقك للطريقة التي هي أيسر وأسهل ، ووجه ذلك : أنّ الناس كلّهم مشتركون في أصل القدرة على الفعل الحسَن والفعل القبيح ، والعفّة والفجور ، والورع والفسوق ، إلاّ أنّ من الإنسان من يكون وجه تحصيل الملكات الفاضلة عليه أسهل ، وطبعه عن الصفات الرذيلة أميَل ، ونفسه على سلوك طريق الخير والسعادة أقدَر ، والاجتناب عن طريق الشرّ والشقاوة عليه أيسر ، لكونه شريف النفس نجيب الطبع . وهذه السهولة في الطبع عبارة عن الصفة المسمّاة بالخُلُق ، فمن كان سعيداً لطيف الذات شريف النفس طاهراً زكيّا نقيّا ، كانت نفسه سهلة القبول للسعادات ، يسيرة التفهّم لوجوه الخير في الأعمال والأفعال ، سريعة الانقياد لطاعة الحقّ ، شديدة الانفعال عن المبدأ الفعّال ، قوية الاتّصال بالواهب الفيّاض المتعال ، فلا محالة يكون بما استفاض وتعلّم من الجنبة العالية من الخيرات والعلوم والكمالات ، مفيضاً على بني نوعه ، ومعلِّما لقومه ، وهادياً ومرشداً لمَن دونه من أمّته ، فقوله تعالى : { وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَىٰ } - إشارة إلى هذه الدرجة ، كما أنّ قوله تعالى : { وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ } [ القلم : 4 ] إشعار باستحقاق نبيّنا بحسب خاصيّة ذاته ، وقوّة نفسه ، وصفاء فطرته ، وتنوّر عقله ، مرتبة النبوّة والرسالة . فقد وقعت الإشارة إلى اتّصاف النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بمجموع الكمالين اللذين لا بدّ للنبيّ - من حيث هو نبيٌّ - أن يجتمعا فيه ، وأشير أوّلاً إلى كمال القوّة النظريّة التي بحسب حاقّ جوهر نفسه ، ثمّ إلى كمال القوّة العمليّة بحسب نسبته إلى غيره وتدبيره لما دونه ، فقوله : { وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَىٰ } - معطوف على قوله : { سَنُقْرِئُكَ } - وقوله : { إِنَّهُ يَعْلَمُ ٱلْجَهْرَ وَمَا يَخْفَىٰ } - اعتراض . وقيل : المراد من اليسرى : الشريعة السمحة التي هي أيسر الشرايع وأسهلها مأخذاً . وقيل : نوفّقك لعمل الجنّة . وهذين الوجهين مرجعهما إلى ما ذكرنا - فتأمّل فيه - . وأمّا المقصد الثاني من النبوّة ، فهو الاشتغال بدعوة الخلق إلى طريق الحقّ . وسياقهم إلى جوار الله وعالَم الملكوت . وقد أشرنا إلى أن من كان كاملاً في مجموع القوّة النظريّة والقوّة العملية في الغاية ، بحيث يقدر على تكميل غيره فهو النبي ، وإن لم يكن كاملاً في المجموع بل في النظريّة فقط ، مستغرقاً في شهود جمال الحقّ وجلاله ، بحيث لا يسعه الاشتغال عنه إلى ذاته المستنيرة بنور الله - فضلاً عمّا هو خارج عنه وعن مولاه - فهو الوليّ الكامل والفاني المضمحل . ومقام النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أعلى من مقام الوليّ المحض مجرّداً عن الرسالة ، لأنّ الكمال الملطق إنّما يتحقّق بأن يكون الشيء تامّا وفوق التمام ، وضيق الصدر عن أحد الجانبين - وهو جانب الخلق - مع سعته لجانب الحقّ ، نوع قصور ، والكامل المطلق من كان جالساً في الحدّ المشترك بين عالَم الأمر وعالَم الخلق ، واسعاً صدره الخلق والحقّ ، ويكون تارة مع الله بالعبوديّة والحب له ، وتارة مع الخلق بالشفقة والرحمة عليهم ، فإذا رجع من ربّه إلى الخلق صار كواحد منهم كأنّه لا يعرف الحقّ ، وإذا خلا بربّه مشتغلاً بذكره وخدمته ، فكأنّه لا يعرف الخلق ، فهذا سبيل المرسلين والصِدّيقين . فلمّا حصل تمام نفس النبيّ بحسب كمال الجانبين وتمام القوّتين : - العمليّة والعلميّة - ، وجب أن يصير فوق التمام بإفاضة الكمالات على الناقصين ، وإشراق الأنوار على وجوه المستعدّين ، وذلك هو دعوة العباد إلى طاعة المبدأ والمعاد ، وسياقتهم إلى سبيل النجاة من آفة النقص ، والوصول إلى منبع الحياة - وهي المسمّاة بالرسالة - ، وملاكها التذكير والتعليم المشار إليه بقوله : " فَذَكّرْ " - وهو أمر ، فالنبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) مأمور من الله تعالى بفعل الرسالة ، أي تكميل الناقصين على قدر استعدادهم ، وتعليمهم على قدر قوّتهم وطاقتهم لدرك العلوم الحقيقيّة . وأكثر الخلق لا يدرك الحقائق الكليّة وأصول الموجودات إلاّ على سبيل التمثيل والتشبيه ، والأنبياء مأمورون بدعوة الخلق والتكلّم معهم على مبلغ عقولهم ، لقوله : " نحن معاشر الأنبياء أُمِرنا أن نُكلّم الناس على قدْر عقولهم " . وعقول أكثر الناس بمنزلة الخيال والوهم ، ولذلك كان تعليمهم الحقائق الإيمانيّة ، على رتبة التمثيلات التي تناسب طبائعهم الغليظة ، خصوصاً الأعراب والبدويّين - ، وربما بلغ بعضهم في الغباوة والبلادة حيث لا ينجع معهم نصح ولا ينفع فيهم وعظ ، وخوطب النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لأجلهم بقوله تعالى : { إِنَّكَ لاَ تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ } [ القصص : 56 ] وبقوله : { إِنَّكَ لاَ تُسْمِعُ ٱلْمَوْتَىٰ وَلاَ تُسْمِعُ ٱلصُّمَّ ٱلدُّعَآءَ } [ النمل : 80 ] . فقوله سبحانه : { إِن نَّفَعَتِ ٱلذِّكْرَىٰ } - وإن كان بحسب الظاهر شرطاً للتذكير ، لكن ليس الغرض منه أنّ تذكيره ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إيّاهم مشترط بالنفع ، بل الرسول مأمور بالوعظ والتذكير مطلقا - سواء نفع أو لم ينفع - ، كما أنّ الشمس من شأنها الإضاءة والتنوير ، سواء قبلت الأجسام التي تحاذيها أم لم تقبل ، فنفس النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في إفاضة الأنوار العلميّة على النفوس بمنزلة الشمس في إفاضتها الأنوار الحسيّة على الأجسام المختلفة الاستعداد لقبول النور ، ونفوس الناس بعضها بمنزلة القمر ، وبعضها بمنزلة الأجسام المستنيرة كالمرايا الصقلية ، وبعضها بمنزلة الأجسام المظلمة الكدرة ، بل الغرض منه الإشعار بغباوة بعض النفوس وتعصّيهم عن إدراك الحقائق ، والإخبار عن غلظة طبائعهم وجمود قرايحهم ، والاستبعاد لتأثير الذكرى فيهم ، والتسجيل على قلوبهم بالطبع والرَّين ، كما تقول للواعظ : " عِظ فلانا إن سمع منك الوعظ وقبِل النصيحة " . قاصداً بهذا الشرط مجرّد الاستبعاد لذلك ، وأنّه لن يتحقّق ، لا غيره . فظهر من هذه المباحث ، أنّ الله تعالى ، كما يعلم الكليّات والعقليّات ، يعلم الجزئيّات والحسيّات ، وكما يعلم الجهريّات النوريّة العقليّة ، يعلم الخفيّات الظلمانيّة الحسيّة . وكما أنّه واقف بأسرار القلوب ومطّلع على ضمائر العقول ، كذلك هو بصر بأعمال العباد . سميع بأقوال خلْقه في البلاد . فسبحان الذي لا يجري شيء في ملكه وملكوته إلاّ بقضائه وقدره ، وسبحان من تقدَّسْت ذاته عن أن يغفل عن ما يفعل عباده من خيره وشرّه ونفعه وضرّه .