Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 11, Ayat: 84-95)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وإلى مدين أخاهم شعيباً } أي وأرسلنا إلى مدين أخاهم في النسب شعيباً ، قيل : هو ولد مدين بن إبراهيم فنسبوه إليه ، وقيل : هو إسم المدينة والقبيلة { قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره } ينفعكم أو يضركم { ولا تنقصوا المكيال والميزان } وكانوا يطففون في ذلك فنهوا عنه { ولا تبخسوا الناس أشياءهم } أي أموالهم في معاملاتهم { إني أراكم بخير وإني أخاف عليكم عذاب يوم محيط } هذا من كلام شعيب تخويفاً لهم { ولا تعثوا في الأرض مفسدين } بنحو السرقة وقطع السبيل { بقيَّة الله } ، قيل : طاعة الله { خير لكم } من جميع الدنيا لأنها تزول { وما أنا عليكم بحفيظ } ، قيل : لا أحفظ أعمالكم { قالوا يا شعيب أصلواتك تأمرك } وكان شعيب ( عليه السلام ) كثير الصلاة وكان قومه إذ رأوه يصلي تغامزوا وتضاحكوا فقصدوا بقولهم هذا السخرية والهزء ، وقوله : { أن نترك ما يعبد آباؤنا أو أن نفعل } عطف على قوله : { ما يعبد آباؤنا } أي أو أن نترك فعلنا { في أموالنا } على قضية مرادنا ، وقيل : كان ينهاهم عن خدف الدراهم والدنانير وتقطيعها { إنك لأنت الحليم الرشيد } يعني الصالح في نفسه المرشد لغيره ، وقيل : قالوا ذلك استهزاء ، وقيل : أنت الحليم الرشيد في قومك فهذا الأمر لا يليق بك ، وقيل : معناه أنت السفيه الغاوي ، فقال لهم شعيب : { يا قوم أرأيتم إن كنت على بيّنة من ربي } يعني حجة من ربي { ورزقني منه رزقاً حسناً } ، قيل : حلالاً طيباً ، وقيل : علماً ومعرفة ، وقيل : هو النبوة والشرع { وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه } ، يقال : خالفني فلان إلى كذا يعني أن أسبقكم إلى شهواتكم التي أنهاكم عنها { ان أريد إلاَّ الاصلاح ما استطعت } ما أريد إلاَّ أصلحكم نصيحتي وموعظتي وأمري بالمعروف ونهيي عن المنكر ما استطعت أي مدة استطاعتي { وما توفيقي إلاَّ بالله عليه توكلت وإليه أنيب } ، قيل : إليه أرجع في جميع أموري { ويا قوم لا يجرمنَّكم شقاقي } أي لا يحملنكم وأصل الجرم القطع أي لا يحملنكم مخالفتي { أن يصيبكم مثل ما أصاب قوم نوح } من الهلاك بالغرق { أو قوم هود } بالريح { أو قوم صالح } بالصيحة { واستغفروا ربكم } أي اطلبوا منه المغفرة { ثم توبوا إليه } أي توصلوا إليه بالتوبة ، وقيل : استغفروه بالتوبة { إن ربي رحيم ودود } يحب المؤمنين { قالوا يا شعيب ما نفقه كثيراً } مما تقول من العدل والتوحيد { وإنا لنراك فينا ضعيفاً } ، قيل : ضعيف البدن { ولولا رهطك } أي عشيرتك { لرجمناك } بالحجارة ، وقيل : شتمناك { وما أنت علينا بعزيز } أي لا تعز علينا { قال يا قوم أرهطي أعز عليكم من الله } ، قيل : أي تراقبون في قومي ولا تراقبون الله { واتخذتموه } أي نسيتم الله { وراءكم ظهرياً } أي نبذتموه وراء ظهوركم وتركتم أمره { ويا قوم اعملوا على مكانتكم } أي اعملوا أنتم على ما تقولون وأعمل أنا على ما أقول ، وقيل : ما أنتم عليه من دينكم ونحوه { لكم دينكم ولي دين } { وارتقبوا إني معكم رقيب } أي انتظروا العذاب أن ينزل بكم فأنا أنتظره { وأخذت الذين ظلموا الصيحة } ، قيل : العذاب ، وقيل : صوت خلقه الله تعالى فأهلكوا به ، وقوله : { فأصبحوا في ديارهم جاثمين } ، قيل : ساقطين على وجوههم ، وقيل : خامدين موتا هلكاً { كأن لم يغنوا فيها } أي كأن لم يقيموا ولم يسكنوا { ألا بعداً لمدين كما بعدت ثمود } أي أبعدهم الله من رحمته ونجاته ، وقيل : لعنوا كما لعنت ثمود .