Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 12, Ayat: 30-35)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وقال نسوة } جماعة من النساء وكنّ خمساً { امرأةُ العزيز } يريد قطفير والعزيز الملك بلسان العرب { تراود فتاها } غلامها { عن نفسه قد شغفها حباً } وصل إلى الفؤاد وهو حجاب القلب ، وقيل : جلدة رقيقة يقال لها لسان القلب { إنَّا لنراها في ضلال مبين } يعني في خطأ وبعدٍ عن طريق الصواب { فلما سمعت } راعيل { بمكرهنّ } بقولهنّ { أرسلت إليهنَّ } ، قيل : أرادت إبلاغ عذرها ، وقيل : أرادت إيقاعهن فيما وقعت فيه ، قال وهب : اتخذت مائدة ودعت أربعين امرأة منهنَّ { وأعتدت } أي أعدت { لهنَّ متكئا } أي مجلساً وما يتكأ عليه من النمارق والوسائد { وآتت كل واحدة منهن سكيناً } لقطع الفواكه { وقالت اخرج عليهنَّ } وكانت أجلسته غير مجلسهنّ فأمرته بالخروج إما للخدمة أو للسلام { فلما رأينه أكبرنَهُ } أي عظّمنه وكان ( عليه السلام ) كالقمر ليلة البدر { وقطّعن أيديهن } بتلك السكاكين وهنَّ يحسبن أنها الأترج والفواكه ، وقيل : جرحنَّ أيديهنّ ، وقيل : ما أحسسن إلاَّ بالدم { وقلن حاشَ لله } أي برأه الله سبحانه من كل سوء أن يكون هذا بشراً { إن هذا إلا ملك كريم } { قالت } يعني امرأة العزيز قالت : { فذلكنَّ الذي لمتُنَّني فيه } أي في حبي إياه ثم إنها أقرت على نفسها واعترفت ببراءة يوسف فقالت : { ولقد راودته عن نفسه } أي أردت منه الفاحشة { فاستعصم } أي امتنع بالله وسأله العصمة { ولئن لم يفعل ما آمره } أي إن لم يطعني فيما دعوته إليه { ليسجنن وليكوناً من الصاغرين } وذلك إنهنَّ زيّن له مطاوعتها ، وقلن له : إياك وإلقاء نفسك في السجن والصغار فالتجأ إلى ربه { قال رب } نزول { السجن أحب إليّ } من ركوب المعصية قال جار الله : فإن قلت نزول السجن مشقة على النفس شديدة وما دعته اليه لذة عظيمة فكيف كانت أحب إليه وأثر عنده ، قلت : نظر إلى حسن الصبر في احتمالها لوجه الله وفي قبح المعصية { وإلاّ تصرف عني } أي تصرف عني بإلطافك وصنعك { كيدهنَّ } أي حيلتهن وهو إظهار المحاسن والتزين بالزينة { أصب اليهن } أميل اليهنَّ لأنهنَّ راودنه وقلن له : أطع مولاتك { وأكن من الجاهلين } من الذين لا يعملون بما يعلمون { فاستجاب له ربه } يعني فعل له ما شاءه وأجابه { فصرف عنه كيدهنَّ } حيلتهن { إنه هو السميع العليم } { ثم بدا لهم من بعد ما رأوا الآيات } أي عاينوا ، قيل : أراد العلامات والمعنى بدا لهم أي أظهر لهم رأي { ليسجننَّه } وذلك أنها قالت لزوجها : إن هذا العبد فضحني ولا أقدر على الاعتذار فإما أن تحبسه ، أو تأمرني بحبسه ، أو تأذن لي بحبسه { حتى حين } أي إلى وقت ، قيل : سبع سنين ، وقيل : عشر .