Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 12, Ayat: 68-75)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ولما دخلوا من حيث أمرهم أبوهم } ، قيل : كان في مصر أربعة أبواب فدخلوها من أبوابها منفردين { ما كان يغني عنهم من الله من شيء } أي لم يغن عنهم ذلك الاحتياط شيئاً إذا أراد الله ابتلاهم بشيء { إلاَّ حاجة في نفس يعقوب قضاها } كأن يراه صواباً ، قيل : ما كان يخاف عليهم من العين والحسد ، وقيل : أراد أن يدفع الله تعالى عن ولده ويردهم عليه ، ثم بيّن تعالى دخولهم مصر وكيف جرى الأمر فقال تعالى : { ولما دخلوا على يوسف آوى إليه أخاه } بنيامين وضمه اليه ، وروي أنهم قالوا هذا أخونا قد جئناك به ، فقال : أحسنتم وأصبتم وستجدون ذلك عندي ثم أكرمهم وأضافهم وأجلس كل اثنين منهم على مائدة فبقي بنيامين وحده فبكى وقال : لو كان أخي يوسف حياً لأجلسني معه ، فقال يوسف ( عليه السلام ) : بقي أخوكم وحيداً فأجلسه معه على مائدة وبات معه ، فبات يوسف ( عليه السلام ) يضمه اليه ، فقال يوسف : أتحب أن أكون بدلاً من أخيك ؟ فقال : من يجد أخاً مثلك ولكن لم يلدك يعقوب ، فقال له : { إني أنا أخوك } يوسف { فلا تبتئس } أي لا تحزن { بما كانوا يعملون } وروي أن بنيامين قال له : فإني لا أفارقك ، قال : قد علمت اغتمام والدي ، فإذا حبستك ازداد غمه ولا سبيل لي إلى ذلك من ، أي المصلحة في حبس أخيه ، فجعل السقاية في رحل أخيه ، وقوله : { فلما جهزهم بجهازهم } قضى حاجتهم وجعل لكل واحد حمل بعير { جعل السقاية } ، قيل : هي المشربة التي كان يشرب بها الملك ، وقيل : كأساً من ذهب ، وقيل : كان يسقي بها الملك فلما جاء القحط جعلها يوسف مكيالاً { في رحل أخيه } التي يحمل فيها الطعام ، ثم ارتحلوا فانطلقوا فأدركوا فحبسوا { ثم أذّن مؤذّن } أي نادى منادٍ { أيتها العير } القافلة { إنكم لسارقون } ومتى قيل : لم جاز النداء بالكذب ؟ قالوا فيه : أن يوسف لم يأمرهم بذلك ولم يعلمهم وإنما أمر بجعل السقاية في رحل أخيه ، فلما فقدها المتوكلون اتهموهم بسرقها فنادوهم بذلك ، وقيل : عنوا به أنكم لسارقون يوسف على أبيه ، قال أبو علي : أعلم أخاه أنه يحتال لاحتباسه عنده { قالوا وأقبلوا عليهم } لما سمعوا النداء أقبلوا على المنادي أي عطفوا عليه بوجوههم وقالوا : { ماذا تفقدون } أي ما الذي ضلَّ عليكم { قالوا نفقد صواع الملك ولمن جاء به حمل بعير وأنا به زعيم } أي كفيل ، بقوله المنادي وكان زعيم القوم { قالوا } يعني أخوة يوسف ( عليه السلام ) { تالله لقد علمتم ما جئنا لنفسد في الأرض } روي أنهم لما دخلوا مصر سدُّوا أفواه دوابهم كيلا تتناول حرث الناس ، وكانوا لا يظلمون أحداً ، ولا يطأون زرعاً ، ومتى قيل : لم نودوا بالسرقة ولم يسرقوا ؟ فالجواب ما تقدم ، وقيل : كان ذلك في علم يوسف أنهم يسرقونه من أمه { وما كنا سارقين } أي ما كنا نوصف قط بالسرقة { قالوا فما جزاؤه } ، قيل : السارق ، وقيل : جزاء السارق { إن كنتم كاذبين } في قولكم ما كنا سارقين { قالوا جزاؤه من وجد في رحله } أي جزاء سرقته أخذ من وجد في رحله وكان حكم السارق في أولاد يعقوب أن يسترق سنة ، وقوله : { فهو جزاؤه } تقدير الحكم فأخذ السارق نفسه هو جزاؤه لا غير .