Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 12, Ayat: 76-79)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ فبدأ بأوعيتهم } ، قيل : قال لهم : من وكل بهم لا بد من تفتيش أوعيتكم فانصرف بهم إلى يوسف فبدأ يفتش أوعيتهم { قبل وعاء أخيه } بنيامين ليتقي التهمة حتى بلغ أخاه فقال : ما أظن هذا أخذ شيئاً فقالوا : والله لا تتركه حتى تنظر في رحله فإنه أطيب لنفسك ونفوسنا واستخرجه ، وقيل : كان ذلك القول من المؤذن لا من يوسف { كذلك كدنا ليوسف } أي مثل ذلك الكيد العظيم كدنا ليوسف ، يعني علمناه إياه وأوحينا به اليه { ما كان ليأخذ أخاه } بنيامين { في دين الملك } ويضمه الى يوسف في دين الملك يعني في حكمه وقضائه ولم يكن ذلك في حكم الملك لكن جزاء السارق في حكم يعقوب ( عليه السلام ) أن يستعبد لأنه كان عادلاً ولولا هذه الحيلة لما مكّنه من أخذ أخيه { إلاَّ أن يشاء الله } أي ما كان ليأخذه إلا بمشيئة الله وإذنه { نرفع درجات من نشاء } كما رفعنا درجة يوسف { وفوق كل ذي علم عليم } فوقه أرفع درجة منه في علمه ، أو فوق العلماء كلهم ، عليمٌ هم دونه في العلم وهو الله عز وجل { قالوا ان يسرق فقد سرق أخ له من قبل } لما خرج الصاع في رحل بنيامين قال إخوته : ماذا صنعت ؟ فضحتنا ، قال : لا علم لي بذلك الصاع في رحلي من وضع البضاعة في رحالكم ؟ فقالوا ليوسف : ان يسرق فقد سرق أخ له من قبل ، واختلفوا في السرقة التي وصفوا بها يوسف ، قيل : سرق صنماً لجده من قبل أمه فكسره وألقاه على الطريق ، وقيل : كان يسرق الطعام من المائدة ويعطيه المساكين ، وقيل : غير ذلك { فأسرّها يوسف في نفسه } ، قيل : أسرَّ يوسف ( عليه السلام ) كلامهم في نفسه { ولم يبدها لهم } ، وقيل : انتظر فيه الوحي { وقال أنتم شر مكاناً والله أعلم بما تصفون } يعني بما تقولون { قالوا يا أيها العزيز إن له أبا شيخاً كبيراً } الآية { قال معاذ الله } أي أعوذ بالله أن نفعل ذلك { أن نأخذ إلاَّ من وجدنا متاعنا عنده انا إذاً لظالمون } .