Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 13, Ayat: 8-13)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ الله يعلم ما تحمل كل أنثى } يعني ذكر أو أنثى واحد أو أكثر يتم أو لا يتم { وما تغيض الأرحام وما تزداد } ما ينقص عن مدة الحمل وهي تسعة أشهر { وما تزداد } على تسعة أشهر من السنة والسنتين ، وقيل : ما تغيض عن الواحد من الأخداج والاسقاه ، وما تزداد على الواحد والاثنين ، وقد يشتمل على واحد ، وقد يشتمل على اثنين وثلاثة وأربعة ، وروي أن شريكاً كان رابع أربعة في بطن أمه ، وعن الشافعي قد يكون إلى أربع سنين وإلى خمس عند مالك { وكل شيء عنده بمقدار } من الأرزاق والآجال ، وقيل : هو عام في كل شيء { عالم الغيب } أي السر { والشهادة } ما ظهر { الكبير } الشأن فكل دونه { المتعال } المستعلي على كل شيء بقدرته . { سواء منكم من أسر القول } كتم وأخفى { ومن جهر به } أي أظهر { ومن هو مستخف بالليل } أي مستتر بالظلمات { له معقِّبات من بين يديه ومن خلفه } الآية نزلت في النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) حين أتى عامر بن الطفيل وأربد بن قيس هما بقتله فكفاهما الله تعالى فهلك أربد بالصاعقة وعامر ، وقيل : هو عام يعني جماعات من الملائكة يعتقب في حفظه بأمر الله تعالى ، وهي قراءة علي وابن عباس لأن بعضهم يعقب بعضاً أو لأنهم يعقبون ما يتكلم به فيكتبونه { إن الله لا يغيّر ما بقوم حتى يغيّروا ما بأنفسهم } من العافية والنعمة والحالة الجميلة بكثرة المعاصي ، وقيل : حتى يغيّروا ما بأنفسهم من الطاعة فيجعلونها معصية { وإذا أراد الله بقوم سوءاً } أي عذاباً { فلا مردّ له } أي لا يردّه أحد { وما لهم من دونه من وال } ، قيل : ملجأ ، وقيل : ما يلي أمرهم ويمنع عنهم العذاب { هو الذي يريكم البرق } وهو النار التي خلقها الله في السحاب ، وعن ابن عباس أن اليهود سألت النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عن الرعد ما هو ؟ فقال : " ملك من الملائكة موكل بالسحاب معه مخاريق من نار يسوق بها السحاب " وعن الحسن خلق من خلق الله تعالى ليس بملك ، وقيل : الرعد هو صوت ذلك الملك { خوفاً } من الصواعق { وطمعاً } في الغيث ، وقيل : خوفاً للمسافر وطمعاً للمقيم { ويسبح الرعد بحمده } ، قيل : الرعد هو الصوت المسموع من ناحية السحاب ، وقيل : الرعد اسم الملك وكذلك البرق { والملائكة من خيفته } أي من خيفة الله سبحانه يعني ينزهون الله تعالى ويحمدونه خوفاً من عقابه { ويرسل الصواعق } أي ينزلها من السماء وهي النار الساقطة { فيصيب بها من يشاء } أي يهلك { وهم يجادلون في الله } أي يحاجون أهل التوحيد ، وقيل : كان جدالهم قولهم أنه ذهب أو فضة ، وقيل : جدالهم قولهم في القرآن والرسول سحر { وهو شديد المحال } أي شديد القوة ، وقيل : الأخذ والانتقام .