Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 14, Ayat: 23-27)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ تحيتهم فيها سلام } يعني في الجنة يحي بعضهم بعضاً بالسلام والملائكة تحييهم بالسلام { ألم تر } ألم تعلم { كيف ضرب الله مثلاً كلمة طيبةً كشجرة طيبة } أراد كلمة التوحيد ، وقيل : كلمة حسنة كالتسبيح والتحميد والاستغفار والتوبة والدعوة ، وعن ابن عباس : شهادة أن لا إله إلا الله ، وأما الشجرة فكل شجرة مثمرة طيبة الثمر وشجرة التين والعنب والرمان ، وعن ابن عباس : هي شجرة في الجنة { أصلها ثابت } في الأرض { وفرعها } ثابت { في السماء } ، وقيل : معناه في جهة العلو والصعود { تؤتي أكلها } مأكولها { كل حين } ، قيل : ستة أشهر إلى صرام النخلة يعني تعطي ثمرها كل وقت وقّته الله تعالى لإِثمارها { بإذن ربها } وخالقها ، وقيل : بأمره ، وقيل : كل حين كل ساعة ليلاً ونهاراً كذلك المؤمن يطيع الله كل حين ، وقيل : يؤكل من النخلة الطلع والبسر والرطب والتمر وهو دائم لا ينقطع كذلك أعمال المؤمن تصعد في كل وقت ، فشبّه كله الدين في ثباتها بالأدلة التي لا فساد فيها بقرار الشجرة التي أصلها على نهاية الثبات ، وشبّه ما يحصل من الرفعة في الدين والظهور بفروعها في السماء وشبّه ما يحصل من الثواب الدائم بثمرة هذه الشجرة رواه الحاكم ، قوله تعالى : { ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة } أراد كلمة الشرك ، وقيل : كلمة قبيحة ، فأما الشجرة الخبيثة فكل ثمرة لا يطيب ثمره كشجرة الحنظل والكشوث وهو أنه لا قرار لها في الأرض وهي شجرة في الماء لا عروق لها تميل مع الرياح { يثبت الله الذين آمنوا } أنهم إذا فتنوا في دينهم لم يزالوا كما يثبت الذين فتنهم أصحاب الأخدود الذين نشروا بالمناشير { بالقول الثابت في الحياة الدنيا } قيل : هي الكلمة الطيبة والتوحيد ، وقيل : قول لا إله إلا الله { وفي الآخرة } في القبر ، وقيل : معناه الثبات عند سؤال القبر ، وعن البراء ابن عازب ( رضي الله عنه ) أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ذكر قبض روح المؤمن فقال : " ثم يعود روحه في جسده ، فيأتياه ملكان فيجلسانه في قبره فيقولون له : من ربك ؟ ومن نبيك ؟ فيقول : ربي الله وديني الاسلام ونبيي محمد فينادى من السماء صدق عبدي " ، فذلك قوله : { يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت } { ويضل الله الظالمين } الذين لم يتمسكوا بحججه في دينهم ، وقيل : يضل يعاقب { ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفراً } الآية نزلت في كفار أهل بدر عن علي ( عليه السلام ) وابن عباس ، وقيل : نزلت في القادة من أهل مكة أنعم الله عليهم بالنبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فكفروا به ، وقيل : في أبي جهل وأصحابه .