Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 14, Ayat: 28-36)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وقوله : { ألم تر } ألم تعلم { إلى الذين بدلوا نعمة الله كفراً } جعلوا بدل شكر نعمه الكفر به فكأنهم بدلوا ، وقيل : أتاهم المال ليصرفوه في سبيل الخير فصرفوه في معاصي الله تعالى فكأنهم بدلوا ، وقيل : أنعم الله عليهم بالرسول والقرآن فاختاروا الكفر ، وقوله تعالى : { وأحلّوا قومهم دار البوار } معناه دار الهلاك وهو جهنم ، وقيل : دعوهم إلى محاربة النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) حتى قتلوا فهلكوا ببدر { وجعلوا لله أنداداً } أضداداً ، قيل : شركاء يعبدونهم ، وهي الأوثان { ليضلوا عن سبيله } لو كان عاقبتهم الضلال عن دين الله ، قيل : السورة مكية إلاَّ هاتين { ألم تر إلى الذين بدلوا } إلى { القرار } ، وقيل : نزلا في أهل بيت بالمدينة { قل تمتعوا } وعيدٌ لهم وتهديد { فإن مصيركم إلى النار } { قل لعبادي الذين آمنوا يقيموا الصلاة } يديمونها على الوجه المشروع وهي الصلوات الخمس { وينفقوا مما رزقناهم سراً وعلانيةً } ، قيل : أراد به الزكاة المفروضة { من قبل أن يأتي يوم } يوم القيامة { لا بيع فيه } أي لا يباع فيه بمبايعة يعني لا فدا سل منه والمراد بالبيع إعطاء البدل ليخلص من النار { ولا خلال } جمع خلة ، والخلة : المودة الخالصة ، والخليل : الخالص المودة { الله الذي خلق السماوات والأرض وأنزل من السماء ماءاً فأخرج به من الثمرات } يدخل فيه الزروع والحبوب والأشجار { وسخر لكم الفلك } السفن { لتجري في البحر بأمره وسخر لكم الأنهار } في كل بلد ، وكذلك { سخّر لكم الشمس والقمر } في سيرهما { دائبين } يجريان على وجه يتم به طلب المنافع { وسخر لكم الليل والنهار } فيتعاقبان ليتم به النعم { وآتاكم من كل ما سألتموه } من للتبعيض أي آتاكم بعض جميع ما سألتموه نظراً في مصالحكم { وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها } ولا تطيقون عدتها لكثرتها ، ولأن منها ما نعلم ومنها ما لا نعلم { إن الإِنسان لظلوم } لنفسه بما كفر من نعم ربه واستوجب العقاب { وإذ قال ابراهيم رب اجعل هذا البلد } يعني مكة ، وقيل : لما فرغ من بناء الكعبة دعا بهذا الدعاء { آمناً } قيل : يجعل مكة آمنة من الحروب ، وقيل : ذا أمنْ زاده أمناً وكفاه كل باغ ظالم { واجنبني } اصرف ذلك عني { وبني أن نعبد الأصنام } ، قيل : كان قومه عباد أصنام فخاف على ولده { رب انهن أضللن } فأضاف الضلال اليهن لأنهن السبب في الضلال { فمن تبعني فإنه مني } أي حاله كحالي أي على ديني { ومن عصاني فإنك غفور رحيم } يغفر له ما سلف منه إذا استحدث الطاعة ، وقيل : من عصاني فيما دون الشرك .