Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 14, Ayat: 37-43)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد } بوادي مكة { غير ذي زرع } لأنه لم يكن فيها يومئذ لا زرع ولا ضرع { عند بيتك } إضافة اليه لأنه مالكه ولا يملكه أحد سواه ، وقوله : { المحرم } لأن الله تعالى حرم التعرض له والتهاون به وجعل ما حوله حرماً بمكانه أو لأنه حرم على الطوفان أي منع منه { فاجعل أفئدة من الناس } من للتبعيض ، ويدل عليه ما روي عن مجاهد : لو قال أفئدة الناس لزاحمتكم عليه فارس والروم { تهوي اليهم } تسرع اليهم ، وقيل : تهوي إلى الحج والعمرة مع سكانهم وادياً ما فيه منها باب يجلب اليهم من البلاد { لعلهم يشكرون } النعمة في أن يرزقوا أنواع الثمرات ، فأجاب الله دعوته فجعله حرماً آمناً تجبى اليه ثمرات كل شيء رزقاً من لدنه { ربنا إنك تعلم ما نُخفي وما نعلن وما يخفى على الله من شيء } الذي هو عالم الغيب من شيء في كل مكان { الحمد لله الذي وهب لي على الكبر اسماعيل واسحاق } يعني فأنا كبير ، وروي أن إسماعيل ولد له وهو ابن تسع وتسعين سنة ، وولد إسحاق وهو ابن مائة واثني عشر سنة ، وقد روي أنه ولد له إسماعيل وهو لأربع وستين ، وإسحاق لتسعين ، وعن سعيد بن جبير : لم يولد لإِبراهيم إلاَّ بعد مائة وسبع عشرة سنة . { إن ربي لسميع الدعاء } قابله ومجيبه عن ابن عباس كقوله سمع الله لمن حمده ، { ربّنا وتقبّل دعاء } أي أجب ، وقيل : تقبل عملي وعبادتي { ربنا اغفر لي ولوالدي } قيل : أراد أبويه وأمه كان وعده أن يسلم فلما مات على الكفر تبرأ منه ، وقيل : أراد آدم وحوى ، وقرئ في الشواذ ولدي يعني اسماعيل وإسحاق ، وروي أن اسماعيل ولد ولإبراهيم بضع وثمانين سنة ، وولد إسحاق وله مائة وفرض الختان يوم ولد إسحاق ، واختتن ابراهيم وإسماعيل وإسحاق ، وكان لسارة يوم ولد إسحاق ثلاث وتسعين سنة ، ولما ولدت هاجر اسماعيل وكانت أمه لسارة وهبتها من إبراهيم فنقلها إلى مكة ولا زرع ولا ضرع ولا أحد وأراد أن يرجع قالت : إلى من تكلنا ؟ قال : إلى الله ، قلت : نعم حسبنا الله ، ثم دعا بما حكى الله عنه { ربنا إني أسكنت من ذريتي } ، وقيل : قالت : الله أمرك بهذا ؟ قال : نعم ، قالت : فإذاً لا يضيعنا ، قال : فلما عطشت وقلّ لبنها وعطش الصبي انتهت به إلى موضع رمل فضرب بقدمه ففارت عيناً ، وروي عنه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أنه قال : " رحم الله أم إسماعيل ، لولا أنها عجلت لكان زمزم عيناً " ثم نزل بها جرهم ، وأما ما ذكر أنه نقلهما إلى ذلك المكان بأمر امرأته فلو كان كذلك لنقلهما إلى بعض أطراف الشام ولأن عظيم منزلته لا يجوز أن يضعهما بأرض مضيعة ، وقد روي أنه قال : الله تعالى أمرني بهذا ، روي الخبر في الحاكم ، قوله تعالى : { ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون } يعني لا تظن أن الله ساهياً عما يعمل الظالمون وهذا تهديدٌ لهم { إنما يؤخرهم ليوم } يعني يؤخر عقوبتهم إلى يوم هذه صفته إلى يوم القيامة ، وقيل : يوم الحشر من القبور { تشخص فيه الأبصار } وشخوص البصر لا يصرفون أبصارهم يميناً وشمالاً وعينهم مفتوحة ممدودة من غير تحريك الأجفان { مهطعين } مسرعين { مقنعي رؤوسهم لا يرتد اليهم طرفهم } لا يرجع اليهم نظرهم فينظروا إلى أنفسهم { وأفئدتهم هواء } يعني قلوبهم خالية من كل شيء فزعاً وخرماً ، وقيل : نزعت أفئدتهم .