Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 15, Ayat: 51-77)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ونبّئهم } أي أخبرهم { عن ضيف ابراهيم } وهم الملائكة الذين دخلوا عليه وسماهم ضيفاً وان لم يأكلوا لأنهم جاؤوا مجيء الأضياف ، وقد تقدم هذا الكلام في سورة هود ، وكذلك أيضاً خبر قوم لوط ، وقوله : { قال انا منكم وجلون } خائفون { قالوا لا توجل } لا تخف { إنا نبشرك بغلام عليم } بأن يولد لك ويكون عالماً { قال ابراهيم أبشرتموني على أن مسني الكبر فبم تبشرون } كيف تبشرون ، وقيل : عجب من ذلك لكبره وكبر امرأته { قالوا بشرناك بالحق } بالولد إنه كائن لا محالة { فلا تكن من القانطين } الآيسين من رحمة الله ، ولم يكن فيه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قنوطاً { قال } ابراهيم { ومن يقنط من رحمة ربه إلاَّ الضالون } { قال فما خطبكم } أي ما شأنكم وما الأمر الذي له أرسلتم { قالوا إنا أرسلنا إلى قوم مجرمين } مفرطين في المعاصي فأخبروه بإهلاكهم { إلاَّ آل لوط } أهله واتباعه { إنا لمنجّوهم أجمعين } قوله تعالى : { إلاَّ امرأته } يعني امرأة لوط كانت كافرة { قدّرنا } ، قيل : علمنا وكتبنا { إنها لمن الغابرين } أي من الباقين بالعذاب بكفرهم { فلما جاء آل لوط المرسلون } يعني الملائكة لما خرجوا من عند ابراهيم أتوا لوطاً مبشرين بهلاك قومه { قال إنكم قوم منكرون } أي لا أعرفكم لأنه رآهم في صور حسنة { قالوا } يعني الملائكة { بل جئناك بما كانوا فيه يمترون } يعني العذاب الذي كانوا يشكون فيه { فأسر بأهلك بقطع من الليل } بقطعة ، وقيل : وقت السحر { واتبع أدبارهم ولا يلتفت منكم أحد } ، قيل : لا يتخلف أحد عن السير ، وقيل : لا ينظرون وراءهم فيلحقهم رعبٌ { وامضوا حيث تؤمرون } ، قيل : إلى الشام ، وقيل : إلى مصر { وقضينا } أعلمنا وأوحينا { اليه } إلى لوط { ذلك الأمر أنَّ دابر هؤلاء مقطوع مصبحين } أي كائن ذلك عند الصباح { وجاء أهل المدينة } أي قوم لوط أي جماعة منهم والمدينة سدوم وهو أنهم جاوؤا إلى لوط مستبشرين يظهرون السرور ، وقيل : بشر بعضهم بعضاً لما رأوا من حسن صورهم فقال لهم لوط : { إن هؤلاء ضيفي فلا تفضحون } بالاقدام على ما يكون عاراً عليَّ { واتقوا الله ولا تخزون } والخزي والعار والعتب نظائر والإخزاء والإهانة نظائر ، فأجابوا لوطاً { وقالوا أو لم ننهك عن العالمين } فلما قالوا ذلك لم يجد بما يمنع أضيافه فـ { قال هؤلاء بناتي } يعني إن لم تشفعوني بأضيافي فهؤلاء بناتي إن كان لكم رغبة في التزويج ، وكان يجوز تزويج الكفار ، وقيل : بناتي أشار إلى قومه ، لأن كل أمّة أولاد نبيها رجالهم بنوه ونساؤهم بناته ، فكأنه قال لهم : هؤلاء بناتي فانكحوهن { إن كنتم فاعلين } شك في قبولهم لقوله كأنه قال : إن فعلتم ما أقول لكم وما أظنكم فاعلين ، وقيل : إن كنتم تريدون قضاء الشهوة فيما أحل الله دون ما حرم { لعمرك } قالت الملائكة للوط ( عليه السلام ) : { لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون } أي في غوايتهم التي أذهبت عقولهم يعمهون يتحيرون ، وقيل : الخطاب لرسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وأنه أقسم بحياته وما أقسم بحياة أحد قط كرامة له { فأخذتهم الصيحة } صاح بهم جبريل { مشرقين } داخلين في الشروق وهو بزوغ الشمس أي حين أشرقت الشمس { فجعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليهم حجارة من سجّيل } ، قيل : من طين ، وقيل : هو من السجل { إن في ذلك لآيات للمتوسمين } المتوسم الناظر في السمة وهي العلامة ، والعلامة الدلالة ، وهذا راجع إلى قصة قوم لوط وضيف ابراهيم ، وقوله : المتوسمين المتفكرين ، يعني تفكروا فيعلموا أنه قادر على ما شاء وعلى إهلاكهم كما أهلك من قبلهم ، وقيل : المتوسمين المتفرسين المستملين { وانها } وإن هذه القرية يعني أثارها { لبسبيل مقيم } أي بطريق واضح معلوم لمن شاهد فسمع الأخبار ، وقيل : تلك الآيات معلومة قائمة ، وقد روي أن دور قوم لوط بين المدينة والشام { إن في ذلك لآيةً } لعبرة { للمؤمنين } .