Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 16, Ayat: 106-112)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ من كفر بالله من بعد إيمانه } أي من ارتد عن دين الله بعدما قبله ، وقيل : في الآية تقديم وتأخير تقديره من كفر بالله { ولكن من شرح بالكفر صدراً فعليهم غضب من الله } ثم استثنى فقال : { إلاَّ من أكره } على الكفر بلسانه { وقلبه مطمئن بالإِيمان } يعني ساكن القلب اليه ، وروي أنها نزلت الآية في ناس من أهل مكة ثبتوا فارتدوا عن الاسلام بعد دخولهم فيه ، وكان فيهم من أكره فأجرى كلمة الكفر على لسانه وهو معتقد الايمان ، فيهم عمار بن ياسر وصهيب وبلال وخباب وسالم ، فأما عمار وأبواه ياسر وسميه فقتلا وأما صهيب وبلال وخباب وسالم فعذبوا ، وقيل : أن سميَّة ربطت بين بعيرين ووجئ في قلبها بحربة وقالوا : إنك أسلمت من أجل الرجال فقتلت ، وقيل : ياسر ، وهما أوَّل قتيلين في الاسلام ، وأما عمار فقد أعطاهم ما أراد بلسانه منكرها في قلبه ، " فقيل : يا رسول الله إن عماراً كفر ؟ فقال : " كلا إن عماراً مُلئ إيماناً من قرنه إلى قدمه واختلط الايمان بلحمه ودمه " فأتى عمار رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وهو يبكي فجعل رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يمسح عينيه : " وقال مالك ان عادوا لك فعد لهم بمثل ما قلت " { أولئك الذين طبع الله على قلوبهم وسمعهم وأبصارهم وأولئك هم الغافلون } قيل : جعلت عليها ملائكة ليعرفوهم فتلعنهم ، وقيل : شبههم بالأصم والأعمى وأنهم بالغفلة صاروا كالمطبوع على قلوبهم { لا جرم } ، قيل : حقاً أن لهم النار { ثم ان ربك للذين هاجروا } وهم عمار وأصحابه ، ومعنى إن ربك لهم لا عليهم بمعنى أنه وليهم وناصرهم { من بعد ما فتنوا } بالعذاب والاكراه على الكفر قيل : نزلت الآية في عباس بن ربيعة أخي أبي جهل من الرضاعة { يوم تأتي كل نفس } يعني يوم القيامة { تجادل } تخاصم { عن نفسها } وتحتج { وتوفَّى كل نفس ما عملت وهم لا يظلمون } { وضرب الله مثلاً قرية آمنة } ، قيل : مكة حين أخرجوا رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وأصحابه ، وقيل : كانت قرية في الأمم الماضية على هذه الصفة { يأتيها رزقها رغداً } واسعاً { من كل مكان } يعني يحمل اليها من البرّ والبحر { فكفرت } بتكذيب النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وهو من النعم ، وقيل : كفرت { بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف } ذكر اللباس لأنه يظهر عليهم ، وروي أنه بلغ بهم القحط إلى أن أكلوا العلهن ، وقيل : الجوع منعوا المطر ، وروي أنهم أقاموا بالجوع سبع سنين ، والخوف من النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) والسرايا من المسلمين إليهم ، روي أنهم كلموا رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فقال : " هذه الرجال عادت فما بال النساء والصبيان ؟ " فأذن للناس في حمل الميرة اليهم ، وعنه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أنه قال : " اللهم أشدد وطأتك على مضر ، اللهم اجعل عليهم كسني يوسف " وقيل : ضرب بمكة مثلاً لغيره من البلاد .