Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 16, Ayat: 98-105)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ فإذا قرأت القرآن } ، قيل : أردت قراءة القرآن { فاستعذ بالله } أي اطلب الملجأ إلى الله والفزع إليه { من الشيطان الرجيم } ، قيل : اللعين المبعّد من الرحمة ، وقيل : المرمى بالشهب { إنه ليس له سلطان } يعني طريق يتسلط بها { على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون } { إنما سلطانه } ، قيل : قوته وحجته { على الذين يتولونه } أي يتولون الشياطين باتباعهم واتباع آثارهم { والذين هم به مشركون } ، قيل : الذين هم بالله مشركون ، وقيل : به كناية عن الشيطان يعني الذين هم بالشيطان مشركون فيما يدعو إليه من عبادة الأوثان { وإذا بدلنا آية مكان آية والله أعلم بما ينزل } الآية نزلت في المشركين حين قالوا : أن محمداً يسخر بأصحابه يأمرهم اليوم بأمر وينهاهم عنه غداً ما هو يقوله إلاَّ من تلقائه فنزلت الآية ، وإذا بدّلنا آية مكان آية يعني نسخنا حكم آية أخرى لما في النسخ من المصلحة ، وقيل : إذا نسخنا آية فرفعنا تلاوتها وحكمها بآية ، وقيل : هي الشريعة التي كانت معمولاً بها في أهل الكتب المتقدمة { بل أكثرهم لا يعلمون } أن الله أعلم بالمصالح { قل } يا محمد { نزله } يعني القرآن وتبدل الآيات { روح القدس } جبريل { ليثبت الذين آمنوا } أي يكون لطفاً لهم { وهدى وبشرى للمسلمين } { ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشر } أرادوا بالبشر غلاماً كان لخاطب قد أسلم وحسن إسلامه إسمه عائش أو يعيش وكان صاحب كتب ، وقيل : عبد اجبر وشار كانا يصنعان السيوف بمكة ، ويقرآن التوراة والإنجيل ، فكان رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إذا مرَّ وقف عليهما يسمع ما يقرآن ، فقالوا : يعلمانه ، فقيل لأحدهما : تعلمانه ؟ قال : بل هو يعلمني ، وقيل : بل هو سلمان الفارسي { لسان } اللسان اللغة { الذي يلحدون اليه } ويقال : اللحد القبر ، ولحده وهو ملحود وملحد إذا مال حفره عن الاستقامة ، ثم استعير لكل من مال عن الاستقامة ، يقال : ألحد فلان في قوله ، وألحد في دينه ، ومنه الملحد لأنه أمال مذهبه عن الأديان كلها ، والمعنى لسان الرجل الذي يميلون قولهم عن الاستقامة اليه لسان { أعجمي } عربي { وهذا لسان عربي مبين } { إن الذين لا يؤمنون بآيات الله } أي يعلم الله منهم أنهم لا يؤمنون ، قوله تعالى : { لا يهديهم الله } لا يلطف بهم لأنهم من أهل المعاصي في الدنيا والعذاب في الآخرة { إنما يفتري الكذب } رداً لقولهم { إنما أنت مفتر } يعني إنما يليق افتراء الكذب بمن لا يؤمن { وأولئك } إشارة إلى قريش ، وقيل : { هم الكاذبون } على الحقيقة .