Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 16, Ayat: 113-119)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { ولقد جاءهم رسول منهم } أي جاء أهل تلك القرية التي تقدم ذكرها ، وكانت في الأمم الماضية رسل { فكذبوه فأخذهم العذاب } يعني عذاب الاستئصال ، وقيل : المراد مكة جاءهم محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) والعذاب ما نالهم من القتل يوم بدر ، وقيل : ما نالهم من القحط والجوع بدعاء النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) { فكلوا مما رزقكم } ، قيل : خطاب لأهل ، وقيل : عام ، قال الحاكم : وهو الوجه لأن المعتبر بمطلق اللفظ مما رزقكم أعطاكم { حلالاً طيباً } والطيب ما اكتسبه من وجوهه { فمن اضطر غير باغ ولا عاد } زائد على الشبع ولا عاد في أكله ، وقيل : غير باغ على إمام ولا عاد في معصية { فإن الله غفور رحيم } { ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب } أي لا تقولوا على الكذب وذكر اللسان لأنه يتكلم : أي لما تقول ألسنتكم من الكذب { هذا حلال وهذا حرام } ، قيل : أراد البحيرة والسائبة والوصيلة والحام ، وقيل : بل حرموا جميع وحللوا بخلاف أمر الله { لتفتروا على الله الكذب إن الذين يفترون على الله الكذب } أي يكذبون على الله في إضافة التحريم اليه { لا يفلحون } لا ينجون من عذاب الله ولا ينالون خيراً { متاع قليل } يعني الذين هم فيه من الدنيا شيء قليل ينتفعون { ولهم } في الآخرة { عذاب أليم } موجع { وعلى الذين هادوا حرمنا ما قصصنا عليك من قبل } يعني ما نزل في سورة الأنعام قوله : { وعلى الذين هادوا حرمنا كل ذي ظفر وما ظلمناهم } [ الأنعام : 146 ] بتحريم ذلك { ثم إن ربك للذين عملوا السوء بجهالة ثم تابوا } الآية نزلت في قوم أسلموا فقبل الله منهم توبتهم { للذين عملوا السوء بجهالة } السيئات وغلبت الشهوات عليه والمعاصي { ثم تابوا من بعد ذلك } أي ندموا على ما فعلوا { وأصلحوا } الأعمال بالتوبة ، وقيل : أصلحوا ما بينهم وبين الله .