Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 16, Ayat: 56-62)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ويجعلون لما لا يعلمون } يعني هؤلاء المشركين ، قيل : بصرف الكناية إلى المشركين لا يعلمون ، وقيل : تعود إلى الأصنام ، ومعنى لا علم لها أنهم سموها آلهة ، ويعتقدون فيها أنها تضر وتنفع وتشفع عند الله ، وهي جماد لا تضر ولا تنفع ، وقيل : الضمير في لا يعلمون للآلهة أي لأشياء غير موصوفة بالعلم ولا يشعروه اجعلوا لها { نصيباً } في أنعامهم وزروعهم أم لا ، وكانوا يجعلون ذلك لهم تقرباً إليهم { تالله لتسألن عما كنتم تفترون } وعيدٌ لهم ، يعني تفترون من الإِفك في زعمكم أنها آلهة ، قوله تعالى : { ويجعلون لله البنات } كانت خزاعة وكنانة يقولون الملائكة بنات الله { سبحانه } تنزيهاً لذاته { ولهم ما يشتهون } يعني النبيين { وإذا بُشّر أحدهم بالأنثى ظلّ وجهه مسوّداً وهو كظيم } مملوٌّ حنقاً على المرأة { يتوارى من القوم من سوء ما بشر به } يستخفي منهم من أجل سوء المبشّر به ، ومن أجل تعييرهم ، وينظر الممسك ما بشّر به { أيمسكه على هون } على هوان وذلّ { أم يدسّه في التراب } ويخفيه ، والذي فعل ذلك مضر ، وكنانة ، وخزاعة ، وتميماً ، كانوا يدفنون البنات خوف الفقر { ألا ساء ما يحكمون } في دفن البنات { للذين لا يؤمنون بالآخرة مثل السوء } ، قيل : النار ، وقيل : صفة الجهل والكفر { ولله المثل الأعلى } مثل الصفات العلى والأسماء الحسنى { ولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم } أي لو يعجل عقوبتهم على ظلمهم وكفرهم { ما ترك عليها } على الأرض { من دآبَّة } أي من حيوان يدب ، فإن قيل : هذا الظالم يستحق العقوبة بظلمه فما بال سائر الحيوانات يؤاخذوا ؟ قالوا : عذاباً للظالم ، ومحبَّة لغير الظالم ، هو كالأمراض النازلة بالمؤمنين ، وعن أبي هريرة أنه سمع رجلاً يقول : أن الظالم لا يضر إلا نفسه ، فقال : بلى والله ، حتى الحبارى تموت في كورها بظلم الظالم ، وذلك أن شؤم ظلمهم يمسك المطر ، ويضيق الرزق ، فيؤدي إلى هلاك الحيوان ، وقيل : ما ترك على ظهرها من دابة من أهل الظلم والشرك { ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى } وقت معلوم وهو الموت { فإذا جاء أجلهم } وقت الموعد { لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون } { ويجعلون لله ما يكرهون } لأنفسهم من البنات ، وقيل : يضيفون اليه ما يكرهون إضافته ، وقيل : يضيفونه بأن له ولد { وتصف ألسنتهم الكذب } يعني يكذبون فيما يقولون { أن لهم الحسنى } ، قيل : الجنة في الآخرة إن كان محمد صادقاً في البعث ، وقيل لهم : من الله المنزلة الحسنة وقيل لهم : الصفات الجميلة { لا جرم } وعيد مقطوع به معناه حقّاً لهم النار ، وقيل : بل { إن لهم النار } ، وقيل : لا بد ولا محالة { وانهم مفرطون } مقدمون إلى النار معجلون اليها من أفرط فلاناً ومن قرأ بالكسر والتخفيف من أفرط بالمعاصي والتشديد من التفريط في الطاعة وما يلزمهم .