Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 17, Ayat: 26-33)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وآت ذا القربى حقه } يعني أقارب الانسان من صلة رحمه ، وقيل : أراد قرابة الرسول ، وقيل : أراد أيها الانسان أو أيها السامع وهو ما يجب في القرابة من النفقة وصلة الرحم { والمسكين } هو الفقير الذي لا شيء له { وابن السبيل } المنقطع عن ماله { ولا تبذر تبذيراً } قال مجاهد : لو انفق مُداً في باطل كان مبذراً ، ولو أنفق جميع ماله في حق ما كان مبذراً ، وقيل : إنفاق المال في غير حقه { إن المبذرين } المسرفين المنفقين أموالهم في المعاصي { كانوا إخوان الشياطين } ، قيل : إنهم إخوانهم باتباعهم على آثارهم ، وقيل : يقرن بينهم وبين الشياطين في النار { وكان الشيطان لربه كفوراً } { وإما تعرضنّ عنهم ابتغاء رحمة من ربك ترجوها } الآية نزلت في بلال وصهيب وسالم وخباب ، وكانوا يسألون النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ما يحتاجون اليه ولم يجد شيئاً فيعرض عنهم حياء ، وروي أنه كان يسكت فلما نزلت الآية كان يقول : " يرزقنا الله وإياكم " ، وهو قول ميسور ، وعن جابر قال : " بينا رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قاعداً ذات يوم إذ جاء صبي فقال : يا رسول الله ان أمي تستكسيك درعاً ، ولم يكن عنده غير قميصه الذي هو لابسه فقال للصبي : " من ساعة إلى ساعة نظر " فقعد فعاد إلى أمه ، فقالت أمه : اذهب وقل له ، فعاد إليه فدفعه إليه ، وأذَّن بلال للصلاة وانتظر ولم يخرج ، فدخل إليه بعضهم فرآه عرياناً " ، فنزل قوله : { ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط } ، وقوله : { ابتغاء رحمة من ربك } يعني انتظار رزق يأتيك من ربك ، قيل : هو الغنيمة ، وقيل : سائر ما يرجو الله تعالى { فقل لهم قولاً ميسوراً } أي اصرفهم بقول لين ، ومعنى { ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك } هذا كناية عن قبض اليد عن الانفاق ، وتقديره لا تمسك يدك من النفقة كالمشدود يده إلى عنقه { ولا تبسطها كل البسط } أي لا تنفق جميع ما عندك وتذر نفسك وعيالك { فتقعد ملوماً محسوراً } المحسور الذي داخله الحسرة ، وقيل : منقطعاً بك لا شيء عندك { إن ربك يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر } أي يوسع ويضيق بحسب المصلحة ويوسع مرة ويضيق أخرى { إنه كان بعباده خبيراً بصيراً } { ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق } خوف فقر عن ابن عباس فكانوا يأدون البنات فيدفنوهن أحياء ، والآية نزلت في الجاهلية ، وقيل : مخافة العار { نحن نرزقهم وإياكم } يعني هو المتكفل برزقهم ورزقكم ، وقوله : { خطئاًً كبيراً } الخطء والخطّاء لغتان ، وقيل : الكسر ما كان عمداً والفتح ما كان خطأ سهواً ، يعني إثماً كبيراً { ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة } أي معصية عظيمة قبيحة { وساء سبيلاً } أي بئس الطريق الزنا { ولا تقتلوا النفس التي حرّم الله إلا بالحق ومن قتل مظلوماً } بغير حق { فقد جعلنا لوليّه سلطاناً } ولي من يرث امرأة كانت أو رجلاً { فلا يسرف في القتل } والاسراف هو أن يقتل وليّه غير قاتله ، وكانوا يتعدون إلى غير القاتل من الحميم والقريب ، وقيل : لا يقتل اثنين بواحد { إنه كان منصوراً } ، قيل : الكناية ترجع إلى الولي ، يعني أن الولي كان منصوراً .