Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 17, Ayat: 34-44)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن } يعني حفظه { حتى يبلغ أشُدّه } مجمع عقله وزوال اسم اليتيم عنه ، وقيل : ثماني عشرة سنة { وأوفوا بالعهد } ، قيل : بالوصية بمال اليتيم وبغيرها من الوصايا ، وقيل : كلما أمر الله تعالى به ونهى عنه فهو من العهد { وأوفوا الكيل إذا كلتم } يعني أوفوا الكيل إذا كلتم { وزنوا بالقسطاس المستقيم } ، قيل : هو الميزان ، وقيل : الوزن بالقسطاس وإتمام الكيل { ولا تقف ما ليس لك به علم } ، قيل : لا تقول سمعت ولم تسمع ورأيت ولم ترى ، وقيل : هو شهادة الزور { إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولاً } قوله تعالى : { ولا تمش في الأرض مرحاً } ، قيل : بطراً عن علي ، وقيل : خيلاً وكبر { إنك لن تخرق الأرض } من تحت قدمك { ولن تبلغ الجبال طولاً } بتطاولك { كل ذلك كان سيئه عند ربك مكروهاً } يعني كل ذلك ، كناية عن جميع ما تقدم من الحسنات والمقبحات من قوله تعالى : { وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه } [ الإسراء : 23 ] إلى ها هنا ، فكأنه قال : جميع ذلك عبارة عما كان من المقبحات ، كأنه قال : كل سيئه فهو مكروه عند الله تعالى أي كل ما عددنا من السيئات فهو مكروه ، قال جار الله : فإن قلتَ : على قراءة من قرأ سيئه مثل ذلك { ولا تجعل مع الله إلهاً آخر } يعني لا تعبد معه غيره { فتلقى } أي إذا فعلت ذلك أيها المكلف ألقيت { في نار جهنم ملوماً } يعني يلومك الله والملائكة والمؤمنون ، وقيل : اللوم اللعن والذم عن أبي علي { مدحوراً } مطروداً ، عن ابن عباس { أفأصفاكم ربكم بالبنين واتخذ من الملائكة إناثاً } الآية نزلت في مشركي العرب ومشركي قريش قالوا : الملائكة بنات الله ، يعني أفخصّكم ربكم بأفضل الأولاد وهم البنون ، وقيل : أخلص لكم البنين وجعل البنات بينكم وبينه شركة { إنكم لتقولون قولاً عظيماً } أي كبيراً في الاثم { ولقد صرّفنا في هذا القرآن } يعني كررنا الدلائل وفصّلنا العبر والأمثال { ليذكروا وما يزيدهم إلا نفوراً } يعني لا يزيدهم القرآن والتذكير إلا نفوراً ، ذهاباً عن الحق وتباعداً عنه { قل لو كان معه آلهة كما يقولون } ، قل : يا محمد لهؤلاء المشركين ، وقيل : أيها السامع أو الانسان فإنه يجب على كل مكلف أن يحتج عليهم بذلك لو كان معه آلهة أي مع الله كما تقولون { إذا لابتغوا إلى ذي العرش سبيلاً } فطلبوا إلى منزلة الملك والربوبية سبيلاً بالمغالبة كما يفعل الملوك بعضهم مع بعض كقوله : { لو كان فيهما آلِهة إلا الله لفسدتا } [ الأنبياء : 22 ] ، وقيل : سبيلاً بقربهم اليه لعلوّه عليهم وعَظَمَته عندهم والتمسوا الزلفة عندهم { سبحانه } أي تنزيهاً له { وتعالى عما يقولون علواً كبيراً } قوله تعالى : { تسبح له السماوات السبع } بلسان الحال حيث يدل على الصانع وعلى قدرته وحكمته فكأنها تنطق بذلك ، وكأنها تنزهه تعالى بما لا يجوز عليه من الشرك وغيرها { ولكن لا تفقهون تسبيحهم } أي لا يعلمون ذلك لأنكم لا تفكرون فيها ، وإنما الخطاب للمشركين وكانوا إذا سألوا عن خالق السماوات والأرض قالوا : الله ، إلا أنهم جعلوا معه آلهة مع إقرارهم ، فكانوا لم ينظروا ولم يقرّوا ، لأن نتيجة النظر الصحيح والإِقرار الثابت خلاف ما كانوا عليه ، قال في الغرائب والعجائب في قوله : { وإن من شيء إلا يسبح بحمده } ، فقيل : من الأحياء ، وقيل : عام حتى صرير الباب ورعد السحاب ، قال فيه أيضاً : تسبحه حمل غيره على التسبيح إذا تأمل فيه وتدبر فيه ، قال فيه أيضاً : { ولكن لا تفقهون تسبيحهم } لأنها بغير لسانكم أو لأنها تتكلم في بعض الحالات دون بعض .