Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 17, Ayat: 53-59)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن } ، قيل : الأحسن ما أمر الله من توحيده وإجابة رسوله ، وقيل : هي كلمة الأحسن وإظهار الشهادة ، وقيل : هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر { إن الشيطان ينزغ بينهم إن الشيطان كان للإِنسان عدواً مبيناً } بين عدوانه { ربكم أعلم بكم } أي بأعمالكم وضمائركم فيجازيكم بها { ان يشأ يرحمكم } بالتوبة { أو إن يشأ يعذبكم } ، وقيل : أراد به أنه المالك للعذاب والرحمة { وما أرسلناك عليهم وكيلاً } يعني حفيظاً على أعمالهم ، وقيل : ربّاً موكلاً إليك أمورهم تقسرهم على الاسلام وتجبرهم عليه ، وإنما أرسلناك بشيراً ونذيراً { وربك أعلم بمن في السماوات والأرض } : وبأحوالهم { ولقد فضلنا بعض النبيين على بعض } أشار إلى تفضيل رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وقوله : { وآتينا داوود زبوراً } دلالة على تفضيله وهو أنه خاتم الأنبياء وأن أمته خير الأمم لأن ذلك مذكور في زبور داوود ، قال تعالى : { ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون } هم محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وأمته ، وروي أن زبور داوود مائة وخمس سور ليس فيها حكم ولا فرض بل نبأ ووعظ { قل } يا محمد لهؤلاء المشركين الذين يعبدون غير الله { ادعوا الذين زعمتم من دونه } ، قيل : أراد الملائكة والمسيح وعزير ، وقيل : أراد الأصنام { فلا يملكون كشف الضر عنكم } لأنها لا تملك نفعاً ولا ضراً { ولا تحويلاً } إلى غيركم ، قيل : هو ما أصابهم من القحط سبع سنين ، وقيل : هو عام في كل ضر { أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة } أي يطلبون القربة إلى الله تعالى بفعل الطاعات { أيهم أقرب } أي لتظهر أيّهم أفضل { ويرجون رحمته ويخافون عذابه إن عذاب ربك كان محذوراً } إن حقه أن يحذر منه لصعوبته { وإن من قرية إلا نحن مهلكوها } يعني بموت أهلها وانقراضهم ، وقيل : أراد أهل قرية بإهلاكهم كقوله : { واسْأل القرية التي كنا فيها } [ يوسف : 82 ] ، قيل : هذه الآية عامة في جميع القراء ، والله يميت أهلها ويعذبهم عقوبة ، وقيل : أما الصالحة بالموت وأما الطالحة بالعذاب ، وقيل : مهلكوها بالموت { أو معذبوها } بعذاب الاستئصال عقوبة ، قوله تعالى : { كان ذلك في الكتاب مسطوراً } مكتوباً في اللوح المحفوظ ، وقيل : الكتاب الذي كتب للملائكة من أخبار عباده ، وقيل : فيما أنزل من الكتب { وما منعنا أن نرسل بالآيات } المنقوحة بالمعنى لا نرسلها { إلا تخويفاً } من نزول العذاب العاجل كالطليعة والمقدمة ، فإن لم يخافوا وقع عليهم ، وإن أرادوا غيرها فالمعنى وما نرسل من الآيات كآيات القرآن { إلا أن كذب بها الأولون } إلا تخويفاً وإنذار بعذاب الآخرة ، وقيل : أراد بالآيات التي سألتها قريش من تحويل الصفا ذهباً وغيرها ، لأنا لو أرسلنا ثم كذبوا أهلكناهم ، وقيل : لأنه علم أن فيهم من يؤمن ويلد مؤمناً ، وقيل : أراد بقاء هذه الأمة وتأخير العذاب عنهم إلى يوم القيامة { وآتينا ثمود الناقة } يعني قوم صالح { مبصرة } ، قيل : مبينة عندهم ، وقيل : مبصرة تبصر الناس لما فيها من العِبَر والهدى من الضلالة { فظلموا بها } يعني كفروا بتلك الآية ، وقيل : ظلموا أنفسهم بقتلها { وما نرسل بالآيات إلا تخويفاً } للعباد ليؤمنوا .