Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 17, Ayat: 66-70)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ربكم الذي يزجي لكم الفلك في البحر لتبتغوا من فضله إنه كان بكم رحيماً } أي منعماً عليكم ، احتج عليهم بدلائل التوحيد حثاً على اتباع أمره { وإذا مسكم الضر في البحر } خوف الغرق { ضلّ من تدعون إلا إياه } يعني أيقنتم أنكم لا تجدون ملجأ غيره ، وضلّ عنكم ما كنتم دعوتموه إنها غيره { فلما نجاكم } : خلصكم { إلى البر أعرضتم } عن الايمان والطاعة كفراً بالنعمة { وكان الانسان كفوراً } وعادته الكفر بالنعم ، وهذه عادة من لا يعرف الله حق معرفته { أفأمنتم أن يخسف بكم جانب البر } أي يقلبه وأنتم عليه ، وكما قال : وخسفنا به وبداره الأرض { أو يرسل عليكم حاصباً } أي حصب بالحجارة من السماء ، وقيل : هي الريح التي تحصب يعني إن لم يصيبكم بالهلاك من تحتكم بالخسف أصابكم بريح من فوقكم يرسلها { أم أمنتم } : أي تقوى دواعيكم وتوفر حوائجكم إلى أن ترجعوا فتركبوا البحر مرة ثانية ، تارة أخرى أي مرة أخرى { فيرسل عليكم قاصفاً من الريح } ، قيل : ريح شديدة لها صوت { فيغرقكم بما كفرتم } أي بكفرانكم نعم الله وجحودكم إياه { ثم لا تجدوا لكم علينا به تبيعاً } يعني طالباً ولا ناصراً وأصله من يتبع إهلاككم للمطالبة بدمائكم { ولقد كرّمنا بني آدم } أي أكرمناهم بإنعامنا عليهم بأنواع النعم ، ومتى قيل : لم أطلق وفيهم الكافر والمهين ؟ قالوا : معناه أكرمناهم بالانعام الدنياوي كالصورة الحسنة وتسخير الأشياء لهم وكرامة الله بالعقل والنطق والتمييز والخط والصورة الحسنة والقامة المعتدلة ، وقيل : بتسليطهم على من في الأرض وتسخيره لهم ، وقيل : كل شيء يأكل بنيه إلا ابن آدم ، وقيل : بأن جعل محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) منهم { وحملناهم في البر والبحر } يعني في البر على ظهور الدواب وفي البحر على السفن ، وذلك نعم يخص بها بنو آدم { ورزقناهم من الطيبات } كسب الرجل بيده من وجه حلال ، وقيل : أراد المطاعم فجعل لهم الأطيب من كل شيء وما لا يستلذونه فهو لغيرهم { وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلاً } هو ما سوى الملائكة ( صلوات الله عليهم ) وقيل : الإِكرام بالنعم التي يصنع بها التكليف ، والفضل هو التكليف الذي عرضه به للمنازل العالية يوم القيامة .