Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 18, Ayat: 62-73)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ فلما جاوزا } ذلك المكان وألقى الله على موسى الجوع ليذكر حديث الحوت { قال لفتاه آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصباً } تعباً { قال له } صاحبه { أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره واتخذ سبيله في البحر عجباً } أي مسلكاً عجباً ، قيل : هذا من كلام يوشع أي عجبت من ذلك عجباً ، وقيل : هو من كلام موسى ، وقيل : إنجاز الماء عن مسلك الحوت فصار كوَة لا يلتام ، وقيل : كان لا يسير شيء من البحر إلا يبس { قال ذلك ما كنا نبغ } نطلب { فارتدا على آثارهما قصصاً } { فوجدا عبداً من عبادنا } عند الصخرة قيل : هو الخضر ، وسمي خضراً لأنه قعد على فروة بيضاء فاهتزت تحته خضراء ، وقيل : كان إذا صلى اخضرّ ما حوله { قال له موسى هل أتّبعك على أن تعلمني مما علِّمت رشداً } أي علماً ذا رشد أرشد به في ديني { قال فإن اتبعتني فلا تسألني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكراً } يعني لا تعجل بالسؤال حتى أحدث لك منه ذكراً ، يعني أنا أكون المخبر بذلك ، فشرط موسى من نفسه الصبر وترك التعرض للسؤال وربما قد يكون الصلاح في تركه ولذلك قال تعالى : { لا تسألوا عن أشياء } [ المائدة : 101 ] { فانطلقا } ذهبا يسيران يطلبان سفينة يركبانها ، وقيل : مشيا على ساحل البحر { حتى إذا ركبا في السفينة } ، قيل : لمّا ركبا في السفينة قال أهل السفينة : هم لصوص ، قال صاحب السفينة : ما هم لصوص لكني أرى وجوه الأنبياء ، وقيل : إنهم عرفوا الخضر فأركبوه بغير عوض فلما نجحوا أخذ الخضر الفأس فخرق السفينة بأن قلع لوحاً من ألواحها مما يلي الماء فجعل موسى يسد الخرق ببنانه ويقول : { أخرقتها لتغرق أهلها } لتغرق قرئ بالياء والتاء قراءة نافع { لقد جئت شيئاً إمراً } أي أمراً منكراً ، وقيل : ذا هيئة عظيمة ، قال الغلام : { ألم أقل إنك لن تستيطع معي صبراً } فتذكر موسى ما بذل من الشرط فقال متعذراً : { لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من أمري عسراً } ، قيل : لا تعجلني ، وقيل : لا تغشني من أمري عسراً ، وقيل : ساهلني ولا تلحق بي عسراً .