Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 18, Ayat: 74-82)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ فانطلقا } سارَا { حتى إذا لقيا غلاماً فقتله } ، قيل : مرّ الخضر بصبيان يلعبون فأخذ غلاماً فذبحه بالسكين قيل : كان غلاماً يعمل بالفساد بالأولاد ، وقيل : كان غلاماً شاباً وسمي غلاماً لقرب عهده ، وقيل : كان يقطع الطريق ويلجأ إلى أبويه فيحلفان ، وروي أن الخضر نزع رأسه من بين عينيه ، وقيل : ضربه برجله فقتله { قال } موسى { أقتلت نفساً زكية } طاهرة من الذنوب ، وزكية : بريئة من الذنوب لأنها كانت صغيرة ، يعني نفس لم تستحق القتل { لقد جئت شيئاً نكراً } { قال } له الخضر : { ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبراً } أي نفسك لا تطاوعك وليس هذا بتوبيخ وذم وإنما هو تحقيق لما قاله له أولاً من نهيه عن السؤال فقال موسى عند ذلك : { إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني } وفارقني ، وإنما قال له ذلك قطعاً للعذر { قد بلغت من لدنّي عذراً } أي أنت معذور في فراقي وقطع صحبتي { حتى إذا أتيا أهل قرية } ، قيل : أنطاكية عن ابن عباس ، وقيل : الأيلة ، وقيل : ليس هذه شيء { استطعما أهلها } أي سألا الطعام ويباح في سائر الشرائع للجائع وربما يجب إذا خاف الضرر { فأبوا أن يضيفوهما } أي امتنعوا أن يضيفوهما { فوجدا فيها جداراً } ، قيل : كان بناه رجل صالح وكان ظهر الطريق يمر تحته الناس ، وروي أن كان طوله في السماء مائة ذراع عن وهب ، وقيل : ماءتي ذراع ، وطوله على وجه الأرض خمسمائة ذراع { يريد أن ينقض } أي يكاد ويقارب أن يسقط لأنه مال من أسفله ، والجدار لا إرادة ولكن هذا من فصيح الكلام وإعجازه { فأقامه } ، قيل : رفع الجدار بيده فاستقام ، وقيل : رفعه بمنكبه حتى قام ، وقيل : هدمه ثم قعد يبنيه فقال موسى : { لو شئت لاتخذت عليه أجراً } أي جعلاً وأجرة ويكون لنا عوناً على سفرنا ، قوله تعالى : { قال } الخضر : { هذا فراق بيني وبينك } ، قيل : هذا الوقت فراق بيني وبينك { سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبراً } أي لا تطاوع نفسك بالصبر عليه ، ثم حكى تعالى ما بيَّن العالم لموسى من وجه المصلحة ، فيما فعل فقال تعالى : { أما السفينة فكانت لمساكين } فقراء ، وقيل : كان لعشرة أخوة خمسة رببا وخمسة { يعملون في البحر } ، وقيل : كانت في أيديهم إجارة { وكان وراءهم ملك } ، قيل : امامهم ، وقيل : خلفهم ، وكان طريقهم في رجوعهم عليه وما كان عندهم خبره فأعلم الله به الخضر { يأخذ كل سفينة غصباً } صالحة غير معيبة ، وقرأ ابن عباس كل سفينة صالحة ، قيل : اسم الملك جلندى ، وقيل : هودا { وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين فخشينا } أي علمنا ، قيل : هذا من قول الخضر ، وقيل : هو من قول الله تعالى : { ان يرهقهما } أي يهلكهما { طغياناً وكفراً } وذلك مفسدة في الدين { فأردنا أن يبدلهما ربهما خيراً منه زكاة وأقرب رحماً } صالحاً سالماً ، والزكاة الطهارة ، والرحم الرحمة ، وروي أنه ولد لهما جارية تزوجت بنبي فولدت نبياً هدى الله على يديهما أمة من الأمم ، وقيل : ولدت سبعين نبياً ، وقيل : أبدلهما الله ابناً مؤمناً { وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة } ، قيل : اسمهما مريم وأضرم ، فحفظ الكنز لصغرهما وضعفهما وصلاح أبيهما { وكان تحته كنز لهما } ، قيل : كان صحف علم مدفونة تحته ، وقيل : مال مدفون من ذهب وفضة ، وقيل : لوح من ذهب مكتوب فيه عجباً لمن يؤمن بالقدر كيف يحزن ، وعجباً لمن يؤمن بالرزق كيف يتعب ، وعجباً لمن يؤمن بالموت كيف يفرح ، وعجباً لمن يؤمن بالحساب كيف يغفل ، وعجباً لمن يعرف الدنيا وتقلبها بأهلها كيف يطمئن اليها ، لا إله إلاَّ الله محمد رسول الله ، وقيل : مكتوب فيه بسم الله الرحمن الرحيم عجباً كما تقدم { وكان أبوهما صالحاً } ، قيل : كان اسمه كاشح وهو أبوهما ، وقيل : كان الأب الصالح السابع من أبيهما { فأراد ربك أن يبلغا أشدهما } ، قيل : ثمانية عشر سنة ، وقيل : غير ذلك { ويستخرجا كنزهما رحمة من ربك } أي كان ذلك نعمة منه عليهما { وما فعلته عن أمري } من تلقاء نفسي ولكن بأمر الله تعالى { ذلك تأويل ما لم تستطع عليه صبراً } أي لم تطاوع نفسك على الصبر ، ثم بيَّن تعالى قصة ذي القرنين بعد ذلك ، قيل : سألت اليهود رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عن قصة ذي القرنين ، وقيل : قالوا للمشركين : اسألوه عن ذلك ، فأنزل الله تعالى الآيات .