Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 19, Ayat: 22-35)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ فحملته } أي حملت بعيسى ، قيل : أن جبريل نفخ في جيب ردعها فوصلت النفخة إلى بطنها فحملته ، وقيل : في فيها فوصلت النفخة إلى بطنها { فانتبذت } أي انفردت { به مكاناً قصياً } بعيداً من قومها ، قيل : لما أحست بالولادة انفردت عن الناس من أهلها وكتمت أمرها خوفاً أن يذموها ، وقيل : أخبرت أخاها هارون وكان زاهداً ، واختلفوا في مدة حملها قيل : ستة أشهر ، وقيل : سبعة ، وقيل : ثمانية أشهر ، وقيل : ثلاث ساعات ، وقيل : حملته في ساعة ، وصوّر في ساعة ، ووضعته في ساعة ، حين زالت الشمس من يومها ، وعن ابن عباس كان مدة هذا الحمل ساعة واحدة كما حملته مدّته ، وقيل : حمتله وهي بنت ثلاث عشرة سنة ، وقيل : بنت عشر ، وقيل : أنها حاضت حيضتين { فأجاءها المخاض } أي ألجأها الطلق ، وقيل : الحمل { إلى جذع النخلة } ، قيل : كان جذع نخلة يابسة في الصحراء ، وقيل : كانت نخلة معروفة ، وقيل : أنبت الله جذعاً فتعلقت به عند وجع الولادة ، فلما ولدت مريم ( عليها السلام ) { قالت يا ليتني متُّ قبل هذا وكنت نسياً منسياً } متروكاً ، إنما تمنّت ذلك خوف الفضيحة ، وطعن الناس { فناداها من تحتها } ، قيل : جبريل ( عليه السلام ) ، قيل : كان يقبل الولد ، وقيل : هو عيسى وهي قراءة عاصم وأبي عمرو ، وقيل : تحتها أسفل من مكانها كقوله : { تجري من تحتها الأنهار } [ البقرة : 25 ] ، وقيل : كان أسفل منها تحت الأكمة وصاح بها { ألاَّ تحزني قد جعل ربك تحتك سرياً } ، قيل : نهراً تشربين منه وتطهرين من النفاس ، وقيل : السري عيسى ، قال الحسن : كان والله عبداً سريَّاً أي رفيقاً شريفاً { وهزِّي إليك بجذع النخلة } نفسها ، وقيل : الجذع الغصن { تساقط } ، قال : الزمخشري فيه تسع قراءات { رطباً جنياً } { فكلي واشربي وقرِّي عيناً } وطيّبي نفساً ولا تغتمّي وارفضي عنكِ ما أحزنك ، وقيل : قرّي عيناً أبشري بهذا الولد الصالح { فإمَّا ترينَّ من البشر أحداً } يعني من سألك عن حالك { فقولي إني نذرت للرحمن صوماً } عن الطعام والشراب والكلام ، لأنهم كانوا لا يتكلمون في صيامهم ، ومتى قيل : ما وجه أمرها بالصمت ؟ قالوا : ليكفيها الكلام ولدها يما يبرّئها { فلن أكلِّم اليوم إنسياً } ، قيل : كانت تكلِّم الملائكة ولا تكلِّم الإِنس { فأتت به قومها } ، قيل : جاءت بالولد الى غار فمكث أربعين ليلة حتى طهرت من النفاس ، ثم أتت قومها ، وقيل : نهضت من جذع { فأتت به قومها } وهم أهل بيت صالحون فتباكوا و { قالوا يا مريم لقد جئت شيئاً فريَّاً } أمراً عظيماً ونسبوها إلى الفجور ، وقيل : همّوا برجمها حتى تكلم عيسى { يا أخت هارون ما كان أبوك امرأ سوءٍ } وما كان هارون ، قيل : رجل صالح من بني إسرائيل ، وقيل : كان لها أخ صالح يسمى هارون ، وقيل : هارون أخو موسى نسب إليه ، أو صالح في زمانها شبهوها به ، ذكر أن هارون الصالح تبع جنازته أربعون ألفاً كلهم يسمى هارون تبركاً باسمه ، وعن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " إنما عنوا هارون النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وكانت من أعقابه في طبقة الأخوة وبينها وبينه ألف سنة وأكثر " وقيل : هارون كان رجلاً فاسقاً ، قوله تعالى : { فأشارت إليه } أي هو الذي يجيبكم ، وعن السدي ولما أشارت غضبوا وقالوا : لسخريتها بنا أشد علينا من زناها ، وروي أنه كان يرضع فلما سمع ذلك ترك الرضاع وأقبل عليهم بوجهه واتكأ على يساره وأشار بسبابته { وقال إني عبد الله آتاني الكتاب } هو الإِنجيل ، { وجعلني نبياً وجعلني مباركاً أينما كنت } وعن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " نفاعاً حيث ما كنت " ، قيل : معلماً للخير ، قيل : كلّمهم بذلك ثم لم يتكلم حتى بلغ مبلغاً يتكلم فيه الصبيان ، وقيل : إنه استمر على الكلام والله أعلم { وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيَّاً } يعني اقام الصلاة وإيتاء الزكاة ، وقيل : الزكاة التطهير { وبَرّاً بوالدتي } أي باراً بها { ولم يجعلني جبَّاراً شقيَّاً } أي تواضعت حتى لم أكن من الجبابرة { والسلام عليَّ يوم ولدت ويوم أموت ويوم أُبعث حيَّاً } ، قيل : سلام الله عليه في هذه الأحوال ، وقيل : السلامة في هذه الأحوال { ذلك } ما تقدم من الصف قصة { عيسى ابن مريم قول الحق الذي فيه يمترون } يشكون يعني اليهود والنصارى ، وتزعم اليهود أنه ساحر كذَّاب ، وتزعم النصارى أنه ابن الله ، وقيل : هو شك النصارى واختلافهم فبعضهم قال : هو الله ، وبعضهم قال : هو ابن الله وروحه ثم أكذبهم الله تعالى فقال : { ما كان لله أن يتخذ من ولد سبحانه إذا قضى أمراً فإنما يقول له كن فيكون } ، قيل : إنه مثل أنه يفعل الأشياء من غير امتناع .