Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 19, Ayat: 54-63)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ واذكر في الكتاب إسماعيل } هو أكبر ولد إبراهيم ، ذكر إسماعيل ( عليه السلام ) بصدق الوعد وإن كان موجوداً في سائر الأنبياء تشريفاً له ، وعن ابن عباس أنه وعد صاحباً أنه ينتظره في مكان فانتظره سنة { وكان يأمر أهله بالصلاة } ، قيل : كان يأمر أمته بالصلاة والزكاة ، وقيل : يأمر أهله بصلاة الليل وصدقة النهار ، وقيل : الزكاة ما يزكيهم ويقربهم إلى الله { وكان رسولاً نبيّاً } ، قيل : جمع بينهما تأكيداً { وكان عند ربه مرضياً } ، قيل : صالحاً زكياً ( رضي الله عنه ) فحصل له عنده المنزلة العظيمة ، وقيل : رضي عمله { واذكر في الكتاب } القرآن { ادريس } هو جدّ أب أب نوح ، وقيل : اسمه اخنوخ وليس نبي لأنه تعالى سمَّاه إدريس { إنه كان صديقاً نبياً } كثير الصدق ، وقيل : أنزل إليه عليه ثلاثين صحيفة وهو أول من خط بالقلم ونظر في علم النجوم والحساب وأول من خاط الثياب ولبسها وكانوا يلبسون الجلود { ورفعناه مكاناً علياً } ، قيل : إلى الجنة ولا بناء أعلى من الجنة ، وقيل : إلى السماء السادسة ، وقيل : إلى السماء الرابعة ، وروي أنه حي لم يمت ، وروي أن الله رفعه إلى السماء ثم قبض روحه ، وقيل : العلا شرف النبوة والزلفى عند الله ، ولما فصل ذكر النبيين وذكر كل أحد بخصلة جمعهم في المدح فقال سبحانه : { أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين } بالنبوة ، وقيل : سائر الثواب { من ذرية آدم وممن حملنا مع نوح } وكان إدريس من ذرية آدم لقربه منه لأنه جدّ أبي نوح وإبراهيم من ذرية من حمل مع نوح لأنه من ولد سام بن نوح ، وإسماعيل من ذرية إبراهيم ، وموسى وهارون وزكريا ويحيى من ذرية إسرائيل ، وكذلك عيسى ابن مريم ذريته { وممن هدينا } من الأمم { واجتبينا } أي اخترناهم للرسالة { إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خرّوا سُجّداً وبكياً } قال جار الله : يعني وقعوا في السجود لله تعالى باكين ، والبكاء جمع باك كالسجود والقعود جمع ساجد وقاعد ، وعن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " اتلوا القرآن وابكوا فإن لم تبكوا فتباكوا " وعن صالح المري : قرأت القرآن على رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في المنام فقال لي : " يا صالح هذه القراءة فأين البكاء ؟ " وعن ابن عباس : إذا قرأتم سجدة سبحان فلا تعجلوا بالسجود حتى تبكوا فإن لم تبكِ عين أحدكم فليبك قلبه ، وعن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " أن القرآن نزل محزن فإذا قرأتموه فتحازنوا " وقالوا : ندعو في سجدة التلاوة بما يليق بآياتها فإن قرأ آية تنزيل السجدة ، قال : اللهم اجعلني من الساجدين لوجهك ، المسبحين بحمدك ، وأعوذ بك أن أكون من المستكبرين ، وإذا قرأ سجدة سبحان قال : اللهم اجعلني من الباكين إليك ، الخاشعين لك ، وإن قرأ هذه قال : اللهم اجعلني من عبادك المنعم عليهم ، المهتدين الساجدين لك ، الباكين عند تلاوة آياتك { فخلف من بعدهم خلف } يعني قوم بعد النبيين المذكورين ، قيل : هم اليهود ومن معهم تركوا الصلاة المفروضة وشربوا الخمر واستحلوا نكاح الأخت من الأب ، وقيل : هم في هذه الأمة والله أعلم { فسوف يلقون غياً } عذاباً أو غياً عن طريق الجنة ، وقيل : غيا واد في جهنم تستعيذ منها أوديتها { إلاَّ من تاب وآمن وعمل صالحاً فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون شيئاً } أي لا ينقصون حقهم ، { جنات عدن } جنات إقامة ، لا تزول الجنة ولا سكانها { التي وعد الرحمن عباده } المؤمنين { بالغيب } يعني غائب عنهم لم يروها { إنه كان وعده مأتياً } { لا يسمعون فيها لغواً } مثل الخنا والفحش والأباطيل ، وقيل : يميناً كاذبة ، وقيل : مآثماً { إلاَّ سلاماً } وهو تسليم الله عليهم ، وقيل : أراد تسليم الملائكة { ولهم رزقهم فيها بكرة وعشياً } يعني مقدار طرفي النهار ، وقيل : أراد إدرار الرزق عليهم في أي وقت شاؤوا { تلك الجنة } ما وصفت { التي نورث من عبادنا } وقرئ نورث استعارة أي نبقي الرزق عليه الجنة كما نبقي على الوارث مال الموروث ، وقيل : لكل مكلف موضع في الجنة فإذا عصى دفع إلى غيره فلذلك سماه إرثا .