Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 19, Ayat: 64-72)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وما نتنزَّل إلاَّ بأمر ربك } حكاية قول جبريل ( صلوات الله عليه ) حين استبطأه رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وروي أنه احتبس الوحي أربعين يوماً ، وقيل : خمسة عشر وذلك حين سئل عن قصة أصحاب الكهف وذي القرنين والروح فلما نزل جبريل قال له رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " أبطأت عني " فنزلت { وما نتنزّل إلا بأمر ربك له ما بين أيدينا } الدنيا { وما خلفنا } الآخرة { وما بين ذلك } ما بين النفختين وهو أربعون سنة ، وقيل : ما بين أيدينا أمور الآخرة ، وما خلفنا أمور الدنيا ، وما بين ذلك بين النفختين ، وقيل : الأرض التي بين أيدينا إذا نزلنا ، والسماء التي وراءنا ، وما بين السماء والأرض ، والمعنى أنه المحيط بكل شيء لا يخفى عليه خافية ولا يعزب عنه مثقال ذرة { وما كان ربك نسيا } يعني لا يجوز عليه النسيان ، وقيل : المعنى ما كان ربك نسيا وما كان تاركاً لك ، كقوله : { ما ودعك ربك وما قلى } [ الضحى : 3 ] أو ما كان ربك نسياً لأعمال العالمين { رب السماوات والأرض } أي خالقهما وخالق ما بينهما { فاعبده واصطبر لعبادته } أي اصبر على أداء عبادته { هل تعلم له سمياً } ، قيل : مثلاً وشبهاً { ويقول الانسان أئذا ما متُّ } الآية نزلت في أُبيّ بن خلف فإنه أخذ عظماً بالياً وفتّه بيده ثم قال هذا القول ، وقيل : إن الآية نزلت في مشركي قريش كانوا ينكرون البعث ، فقال سبحانه : { أولا يذكر الانسان } حال ابتدائه { إنا خلقناه من قبل ولم يك شيئاً } موجوداً { فوربك } يا محمد أو أيها السامع { لنحشرنهم والشياطين } ، قيل : نحشرهم من قبورهم مقرونين بأولياء من الشياطين { ثم لنحضرنهم } يعني الخلق والشياطين { حول جهنم } يعني عرصات القيامة { ثم لننزعن من كل شيعة } أي من كل أمةٍ وطائفة { أيّهم أشدّ على الرحمن عتياً } قيل : فجوراً وكذباً { ثم لنحن أعلم بالذين هم أولى بها صِليّاً } أي هو عالم لذاته لم يزل ولا يزول ، ثم بين تعالى أحوالهم يوم الحشر فقال سبحانه : { وإن منكم إلاَّ واردها } اختلفوا في هذا الورود على أقوال : أحدها : ان المراد به الدخول ، أي ما من أحد إلا وهو داخله ، ودلوا عليه بقوله تعالى : { ثم ننجِّي الذين اتقوا } فتكون برداً وسلاماً على المؤمنين وعذاباً على الكافرين ، وقيل : أراد بالورود الدخول عليها والإِشراف عليها لا الدخول فيها كقوله : { ولما ورد ماء مدين } [ القصص : 23 ] ، وقيل : هو الجواز على الصراط لأن الصراط ممدود عليها ، وعن مجاهد ورود المؤمن على النار وهو مسّ الحمأ جسده في الدنيا لقوله : الحمأ من فيح جهنم ، وفي الحديث : " الحمأ حظ كل مؤمن من النار " وقيل : هو خطاب للكفرة خاصة { ثم ننجي } ابتداء وليس بعطف { ونذر الظالمين في جهنم جثيّاً } جاثيين على الركب .