Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 19, Ayat: 73-82)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات } الآية نزلت في النضر بن الحارث وجماعة من قريش لما نافروا فقراء المؤمنين { قال الذين كفروا للذين آمنوا أيُّ الفريقين } يعني فريق الكفار وفريق المؤمنين { خير مقاماً } أي مجلسا وموضع إبانة { وأحسن نديّاً } أي مجلساً دائماً تفاخروا بالمال وزينة الدنيا ولم يتفكروا في العاقبة ، ثم بيَّن تعالى ما لهم وما أوتوا من أسباب الدنيا لا يغني عنهم شيئاً فقال سبحانه : { وكم أهلكنا قبلهم من قرن } أي جماعة ، قيل : هؤلاء الكافرين { هم أحسن أثاثاً } أي أمتعة وزينة { ورِءْيا } أي هيئة عن ابن عباس : وقيل : منظراً حسناً ، وقيل : الأثاث متاع البيت ، يعني كما لم يغني عنهم مالهم كذلك هؤلاء الكفرة { قل } يا محمد { من كان في الضلالة } عن الدين { فليمدد له الرحمن مداً } يعني أن عادة الله تعالى الافضال عليهم بالامهال إبلاغاً في الحجة { حتى إذا رأوا ما يوعدون إمَّا العذاب } قيل : عذاب الاستئصال ، وقيل : عذاب وقت اليأس ، وقيل : عذاب القبر { وإما الساعة } يعني إما عذاب الاستئصال في الدنيا ، وإما القيامة { فسيعلمون } حين يرون العذاب { من هو شر مكاناً وأضعف جنداً } أي أقل ناصراً { ويزيد الله الذين اهتدوا هدى } أي يزيد المؤمنين الذين اهتدوا إلى الحق { والباقيات الصالحات } أعمال الآخرة كلها ، وقيل : الصلوات الخمس ، وقيل : سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر أي : { هو خير عند ربك ثواباً } من مفاخرة الكفار { وخير مردّاً } أي مرجعاً { أفرأيت الذين كفر بآياتنا } الآية نزلت في العاص ، وقيل : في الوليد بن المغيرة ، وقيل : هو عام { وقال لأوتيّن مالاً وولداً } أي سأُعطى مالاً وولداً { أَطلّع الغيب } ، قيل : أنظر في اللوح المحفوظ ، وقيل أعلم الغيب أو قد بلغ من شأنه أن ارتقى إلى علم الغيب الذي توحد به الواحد القهار ، والمعنى أن ما ادعاه أن يؤتاه ويأتي عليه لا يتوصل عليه إلا بأحد هذين الطريقين إما علم الغيب وإما عهد من عالم الغيب ، فبأيهما توصل إلى ذلك ؟ أو يكون العهد توحيداً وعملاً صالحاً قدمه ، قيل : وعده وعداً مؤكداً أن يعطيه المال والولد ، فأجابه الله سبحانه بوجهين : أحدهما : انهم قالوا ما لم يعلموا ، والثاني : انهم اعتقدوا ما جهلوا وهو نيل الثواب مع الكفر والعصيان ، وروي أن الآية في الوليد والمشهور أنها في العاص بن وائل قيل : ضاع له خباب حلياً فاقتضاه الأجرة فقال : إنكم تزعمون أنكم تبعثون وأن في الجنة ذهباً وفضَّة وحريراً فأنا أقضيك ، ثم فإني أوتى مالاً وولداً ، فنزلت الآية { كلا } ردع وتنبيه على الخطأ أي هو مخطئ فيما تصور لنفسه { سنكتب ما يقول } سنحفظ { ما يقول } ليجازى به يوم القيامة { ونمدّ له من العذاب مدّاً } أي نطول له من العذاب ما يستاهله ويزاد له عذاباً فوق العذاب ، وقرأ علي ( عليه السلام ) : " ويمد له " { ونرثه ما يقول } أي نزوي عنه ما زعم أنه يناله في الآخرة من المال والولد { ويأتينا فرداً } غداً بلا مال ولا ولد ، ثم بيَّن تعالى ما اتخذوه من الآلهة فقال سبحانه : { واتخذوا من دون الله آلهة } وهي الأصنام { ليكونوا لهم عزّاً } ليكونوا لهم شفعاء يوم القيامة ، أو يريد بذلك العز في الدنيا { كلا } أي لا يكون ما ظنوا ردع لهم وإنكار { سيكفرون } ، قالوا : الضمير في سيكفرون للآلهة أي سيجحدون عبادتهم وينكرونها ويقولون والله ما عبدتمونا وأنتم كاذبون كقولهم : { تبرأنا إليك ما كانوا إيانا يعبدون } [ القصص : 63 ] ، وقيل : هذا في الأصنام ، وقيل : في الملائكة ، وقيل : أراد هؤلاء المشركين سيجحدون أن يكونوا عبدوها عندما يرون سوء عاقبتهم { والله ربنا ما كنا مشركين } ، والوجه الأول { ويكونون عليهم ضداً } ، قيل : أعداء ، وقيل : أعواناً ، والمراد ضد العز وهو الذل والهوان .