Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 159-169)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ إن الذين يكتمون } الآية ، وقيل : نزلت في اليهود والنصارى ، وقيل : هو عامٌ في كل من كتم { ويلعنهم اللاعنون } قيل : الملائكة والمؤمنون ، وقيل : دواب الأرض { وإلهكم إله واحد } قيل : قال المشركون : كيف يسع الناس اله واحد فأنزل الله تعالى : { إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار } واعتقابهما لأن كل واحد منهما يعقب الآخر ، وعنه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " ويل لمن قرأ هذه الآية فمحَّ بها ولم يتفكر فيها ولم يعتبر بهَا " وقيل : اختلافهما في الجنس واللون والطول والقصر ، ويقال : لم قدم الليل ؟ قلنا : لأن الليل هو الأصل والضياء طارئ عليه لأنه تَعالى خلق الارض مظلمة ثم خلق الشمس والقمر ، وروي ان المشركين قالوا : أرنا يا محمد آية فنزلت هذه الآية وهي قوله تعالى : { إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار } الى قوله : { لآيات لقوم يعقلون } وقيل : لما نزل قوله تعالى : { والهكم اله واحد } قال المشركون : كيف يسع الناس اله واحد فأنزل الله تعالى : { ان في خلق السموات والارض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر } يعني السفن التي تجري في البحر { بما ينفع الناس } بركوبها والحمل عليها في التجارات والمكاسب { وما انزل الله من السماء من ماءٍ } يعني المطر واختلفوا في الماء المنزل فقيل : انه ينزل من السماء على الحقيقة ولا مانع من ذلك وهو الظاهر ، وقيل : انه ينزل من السحاب ، وقال بعضهم : انه تعالى بقدرته يحيل السحاب ميَاه البحر مع ملوحته ثم ينزل من السحاب بقدر الحاجة عذباً فراتا { فأحيى به الارض بعد موتها } يعني أحيى الارض بالنبات { وتصريف الرياح } تقلّبها شمالاً وجَنوباً وقبولاً ودبوراً ، وقيل : مجيئها مرة بالرحمة ومرة بالعذاب { والسحاب المسخر } أي المذلل يصرفها { بين السماء والارض } كيف يشاء ، ان في ذلك { لآيات } يعني لحجج ودلالات { لقوم يعقلون } ينظرون بعيون عقولهم ويعتبرون لانها دلائل على عظيم القدرة وباهر الحكمة { ومن الناس من يتخذ من دون الله انداداً } قيل : أشباهاً ، وقيل : أضداداً { يحبونهم كحب الله } يعني يحبون اصنامهم كحب المؤمنين لله تعالى { ولو يرى الذين ظلموا } قيل : خطاب للنبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) والمراد غيره يعني ولو ترى هذا الظالم عند رؤية العذاب كيف يتجادلون لعجبتَ ، وقيل : لو تراهم حين يتبرأ بعضهم من بعضٍ { اذ تبرأ الذين اتبعوا } الآية ، قيل : القادة والرؤساء من المشركين ، وقيل : هم الشياطين الذين اتبعوا بالوسوسَة من الجن ، وقيل : شياطين الانس والجن ، وقيل : من كان يدعونه شريكاً وإلهاً { بهم الاسباب } قيل : الوصلات التي كانت بينهم { وقال الذين اتبعوا } يعني الاتباع للقادة { لو ان لنا كرة } أي عودة ورجعةً إلى الدنيَا { يأيها الناس كلوا مما في الارض حلالاً طيباً } الآية ، خطابٌ لجميع المكلفين من بني آدم ، وقيل : الطيب الحلال ، وقيل : المستلذ واعلم وفق الله الجميع لما يرضيه أن الله تعالى لما اذن في الحلال كان ذلك منعاً من الحرام { خطوات الشيطان } قيل : اعماله ، وقيل : خطاياه ، وقيل : طاعتكم له { انه لكم عدو مبين } اي ظاهر العداوة .