Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 47-54)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ واتقوا يوماً لا تجزي نفس } الآية ، نزلت في اليهود حيث انهم ادعوا انهم أبناء الله وأحباؤه ، وقالوا : سيشفع لنا آباؤنا ، فأنكر الله عليهم ، وقيل : الآية عامة . { وإذ أنجيناكم من آل فرعون } يعني قومه وأهله وأتباعه وأهل دينه . { يسومونكم } يعذبونكم . { سوء العذاب } أي أشده ونهايته وهو ذبح العيال . { وإذ فرقنا بكم البحر } يعني اذكروا ما أنعم الله به على آبائكم مما عدد عليهم من الانجاء من فرعون وعذابه ، ومن الغرق ، ومن العقوبة من اتخاذ العجل والتوبة عليهم وغير ذلك ، وما أنعم عليهم من إدراك زمن محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) المبشر به التوراة والانجيل ، وفيه حذف والكلام فيه يطول وذكر الثعلبي ان أصحاب موسى الذين فرق بهم البحر ستمائة ألف مقاتل وعشرون ألف مقاتل ، وفرعون وأصحابه يقدمهم هامان في ألف ألف وسبعمائة ألف ، وكان فيهم سبعون ألفاً من دهم الخيل والله أعلم ، أهلكهم الله تعالى على يد موسى في البحر . { وإذ واعدنا موسى أربعين ليلة } وذلك أن بني اسرائيل لما أمنوا عدوهم دخلوا مصراً بعد هلاك فرعون وجنوده ، ولم يكن لهم كتاب يهتدون به ، فوعد الله موسى ( عليه السلام ) أن ينزل عليهم التوراة فقال موسى لقومه : إني ذاهب لميقات ربي ، وآتيكم بكتاب فيه بيان لكم ووعدهم أربعين ليلة : ثلاثين من ذي القعدة وعشراً من ذي الحجة ، واستخلف عليهم هٰرون ( عليه السلام ) وقوله تعالى : { ثم اتخذتم العجل } وكان العجل من ذهب يخور احتاله السامري ، وقيل : هو من قوله : { فقبضت قبضة من أثر الرسول } [ طه : 96 ] { من بعده } اي من بعد مضيه الى الطور . { وأنتم ظالمون } بإشراككم . { ثم عفونا عنكم } حين تبتم من بعد ارتكابكم الامر العظيم ، وهي عبادة البقر التي هي أمثلة للعرب : أبلد من ثور . { وإذ آتينا موسى الكتاب } التوراة . { والفرقان } هو النصر الذي فرق بينه وبين عدوه ، وقيل : الفرقان القرآن ، تقديره : آتينا موسى الكتاب ومحمد الفرقان ، وقيل : التوراة والانجيل . { وإذ قال موسى لقومه } عند ان رجع من جبال الطور وذلك ان موسى ( عليه السلام ) صار بين امرين فأصحابه من بعده عبَدُوا العجل ، وقالوا : لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع إلينا موسى ، فرجع موسى وتابوا فأوحى الله اليه أن { اقتلوا أنفسكم } وقيل : الذين لم يعبدوا العجل قتلوا الذين عبدوا العجل ، وموسى وهارون يقولان يا رب البقيَّة هلك بنو اسرائيل ، وكانت القتلى سبعين ألف . { بارئكم } البارئ الخالق الذي خلق الخلق .