Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 55-60)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ واذ قلتم يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة } يعني عيانا ، وفي هذا الكلام دليل واضحٌ على ان من اجاز على الله الرؤية فقد جعله من جملة الاجسام والاعراض تعالى الله عن ذلك ، القائلون بالرؤية هم السبعون الذين صعقوا لقوله تعالى : { فأخذتكم الصاعقة وأنتم تنظرون } قيل : اماتهم ، وقيل نار من السماء وقعت عليهم فأحرقتهم ، فخروا صعقين ميتين يوماً وليلةً ، وموسى ( عليه السلام ) لم تكن صعقته موتاً ولكن غشي عليه ، وذلك ان موسى ( عليه السلام ) لما صعقوا جعل يتضرع ويبكي ويقول : يا رب ماذا أقول لبني اسرائيل اذا أتيتُهم وقد أهلكت خيارهم ، ويقولوا أفتهلكنا بما فعل السفهاء منا ، ولم يزل موسى يتضرع حتى احياهم الله جميعا رجلاً بعد رجل ، ينظر بعضهم الى بعض كيف يحيَون . { وظللنا عليكم الغمام } في التيه تقيكم حر الشمس ، وذلك انهم كانوا في التيه ، وليس لهم كنَّ من الشمس ، فشكوا ذلك الى موسى فأنزل الله تعالى عليهم غماماً ابيض ، فقالوا لموسى : هذا الظل حصل فأين الطعام فأنزل الله تعالى { المن } قيل هو شيء كالصمغ كان يقع على الأشجار وطعمه كالشهد وقيل : الخبز الرقاق ، وقيل : المن العسل ، وقيل : ماء يشربونه ، وقيل : شيء يقع على الأشجار بالأسحار ، فقالوا : يا موسى هذا المن فأين اللحم ؟ فدعا الله موسى فأنزل الله تعالى عليهم { السلوى } قال عكرمة : هو طير اكبر من العصفور . { وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم } يعني ظلموا بأن كفروا هذه النعم . { وإذ قلنا ادخلوا هذه القرية } قيل : بيت المقدس ، وقيل : اريحا ، وقيل : الاردن ، وقيل : فلسطين . { وادخلوا الباب سجداً } امروا بالسجود عند الانتهاء الى الباب تواضعاً لله تعالى ، وقيل : بخشوع . { حطة } يعني حطَّ عنا ذنوبنا . وعن ابن عباس قول لا اله الا الله فانها تحط الذنوب . { فبدل الذين ظلموا قولا غير الذي قيل لهم } قيل : قالوا : مكان حطة حنطة حمراء استهزاء منهم . { فأنزلنا على الذين ظلموا رجزاً } قيل : الرجز العذاب ، وروي انه مات منهم أربعة وعشرون ألفاً في ساعة ، وقيل : سبعون ، وقيل : سبعون ألفاً عطشاً . { فقلنا اضرب بعصاك الحجر } الالف واللام في الحجر ، قيل : للجنس أيّ حجر كان ، وقيل : للعهد وكان حجراً مربعاً ، وقيل : مدوراً ، وقيل : كان مربعاً له أربعة وجوه كان ينبع من كل وجه ثلاث أعين لكل سبط عين ، وكانوا ستمائة ألف وسبعة ، وقيل : اهبط آدم من الجنة واهبط معه الحجرَ وتوارثوه حتى وصل الى شعيب ، فدفعه الى موسى مع العصا ، وقيل : هو الحجر الذي وضع عليه ثوبه حين اغتسل اذ رموه بالأدرة . روي ان موسى ذهب يغتسل فوضع ثيابه على حجر فمر الحجر بثوبه ، فخرج موسى في أثره يقول : ثوبي ثوبي يا حجر ، حتى نظرت بنو اسرائيل الى موسى فقالوا : والله ما بموسى من بأس ، قال : فقام بعدما نظروا اليه فأخذ ثوبه فطفق بالحجر ضرباً وهو من قوله عزّ وجلّ : { آذوَا موسى } [ الأحزاب : 69 ] الآية والله أعلم بصحة الخبر .