Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 20, Ayat: 113-122)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ فتعالى الله الملك } استعظاماً له لأنه موجود لم يزل ولا يزول الملك الذي يملك الدنيا والآخرة { الحق } أي أحق من يوصف بهذه الأوصاف وأنه يملك وملكه حق { ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه } ، قيل : لا تقرئه أصحابك ولا تمليه عليهم حتى يتبيَّن معانيه أو تتم سوره ، وقيل : كان يقرأ مع جبريل مخافة النسيان فنهي عن ذلك ، ومعناه لا تعجل بقراءته قبل أن يفرغ جبريل من قراءته { وقل رب زدني علماً } ، قيل : بالقرآن فهماً وحفظاً ، وقيل : ما أمر الله رسوله في طلب الزيادة في شيء إلاَّ في العلم ، ثم عطف الله سبحانه قصة آدم على قوله : { وصرّفنا فيه من الوعيد لعلّهم يتقون } [ طه : 113 ] والمعنى وأقسم قسماً { لقد عهدنا } أمرنا أباهم { آدم } ووصيّناه ألاَّ يقرب الشجرة وأوعده بالدخول في جملة الظالمين إن قربها ، وذلك قبل وجودهم ومن قبل أن يتوعدهم فخالف إلى ما نهي عنه ، قال جار الله : فإن قلتَ : ما المراد بالنسيان ؟ قلت : يجوز أن يريد بالنسيان الذي هو نقيض الذكر ، وأنه لم يعن بالوصيَّة العناية الصادقة ، ولم يستوثق منها بعقد القلب عليها وضبط النفس حتى تولد من ذلك النسيان ، وإنه ترك ما وصي به عن الشجرة { فنسي } أي فأنساه الشيطان { ولم نجد لم عزماً } على المعصيَّة وإنما فعله نسياناً ، قيل : نسي الوعيد وأنه يخرج من الجنة إن أكل ، وقيل : نسي قوله : { إن هذا عدوّ لك ولزوجك } { وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلاَّ إبليس } ، قيل : السجود لله وآدم قبلة السجود ، إلا إبليس كان جِنِّياً بدليل قوله تعالى : { كان من الجن ففسق عن أمر ربه } [ الكهف : 50 ] ولم يكن من الملائكة لكن دخل معهم في الأمر بالسجود { فقلنا يا آدم إن هذا } يعني إبليس { عدوٌ لك ولزوجك } حوَّاء { فلا يخرجنّكما من الجنة } بغرور وساوسه { فتشقى } ، قيل : هي شقاوة الدنيا وهو أن يأكل من كدّه وكسبه ، وإنَّما قال : فتشقى على خطاب الواحد والمعنى تشقى أنت وزوجك لأن أمرهما في النسب واحد ، وروي أنه أهبط على آدم ثوراً أحمر فكان يحرث عليه ويمسح العرق من جبينه { إن لك ألاَّ تجوع فيها ولا تعرى } أي في الجنة { وإنك لا تظمأ فيها ولا تضحى } ولا تعطش ولا يصيبك من الشمس { فوسوس إليه الشيطان } ، قيل : ألقى الوسوسة ، وقيل : ألقاها من الأرض ، وقيل : كانا يجتمعان في السماء { قال يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد } يعني شجرة إن أكلت منها بقيت خالداً مخلداً { وملك لا يبلى } { فأكلا منها } يعني من الشجرة { فبدت } ظهرت { لهما سوآتهما } عوراتهما ، وقيل : كان لباسهما الظفر فلما أصابا الخطيئة نزع عنهما وتركت هذه البقايا في أطراف الأصابع { وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة } يضعان ورقة بعد ورقة ليسترا عوراتهما قيل : هو ورق التين { وعصى آدم ربه } أي خالف أمره فيما أمره به ، وقيل : أخطأ ثم { أكل فغوى } خاب { ثم اجتباه ربه } أي اختاره واصطفاه للنبوة { وهدى } أي هداه لأمر دينه ووفقه للنبوة .