Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 20, Ayat: 45-59)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ قالا ربنا إننا نخاف أن يفرط علينا } أي يسرف ويجاوز الحد ، وقيل : بالقتل والعقوبة { قال لا تخافا إنني معكما أسمع وأرى } بينكما وبينه من قول وفعل ، وكأنه قيل : أنا حافظ لكما وناصر سامع مبصر { فأتياه فقولا إنا رسولا ربك } ندعوك اليه { فأرسل معنا بني إسرائيل ولا تعذبهم } بذبح الأبناء ، والإِستعباد للرجال واستحياء النساء { قد جئناك بآية من ربك } اليد والعصا { والسلام على من اتَّبع الهدى } يريد سلام الملائكة الذين هم خزنة الجنة على المهتدين { إنا قد أوحي إلينا أن العذاب على من كذَّب وتولَّى } أي أن العذاب على من كذَّب الرسل وتولَّى أعرض عن الحق { قال فمن ربكما يا موسى قال } موسى { ربَّنا الذي أعطى كل شيء خلقه } يعني أعطى كل شيء صلاحه وهداه لما يصلحه ، وقيل : اليد للبطش ، والرجل للمشي ، واللسان للنطق ، والعين للبصر ، وكذلك الأنف واليد والرجل ، والأزواج : البعير للناقة والرجل للمرأة ، فلم يزاوج منها شيء غير جنسه ، قوله تعالى : { قال } فرعون { فما بال القرون الأولى } يعني فما حال الأمم الماضية في العقاب والثواب ؟ وقيل : فيما دعوت الله ، وقيل : في إعادة القرون ومتى يكون ؟ { قال } موسى { علمها عند ربي في كتاب } محفوظ ، عند الله في اللوح المحفوظ ، وقيل : أراد بالكتاب ما تكتبه الملائكة { لا يضل ربي ولا ينسى } يعني لا يضل لا يذهب عليه شيء ، ولا ينسى من النسيان . وقيل : هما واحد ، عن ابن عباس : لا يترك من كفر به حتى ينتقم منه ولا يترك من وحّده حتى يجازيه { الذي جعل لكم الأرض مهاداً } يتصل بما قبله من دلائل التوحيد ، يعني جعل الأرض للعباد فراشاً ، وكذلك جعل { لكم فيها سبلاً } طرقاً للذهاب والمحجة في أكنافها { وأنزل من السماء ماءً فأخرجنا به أزواجاً } أصنافاً سميت بذلك لأنها مزدوجة مقترنة بعضها مع بعض ، وهذا : { هو الذي أنزل من السماء ماءً فأخرجنا به نبات كل شيء } [ الأنعام : 99 ] { ألم ترَ أن الله أنزل من السماء ماءً فأخرجنا به ثمرات مختلفاً ألوانها } [ فاطر : 27 ] { من نبات شتّى } يعني مختلف الألوان والطعوم والمنافع ، منها ما يصلح للناس ومنها ما يصلح للدواب ، ثم بيَّن تعالى أن هذا لمنافع العباد ، فقال سبحانه : { كلوا وارعوا أنعامكم } يعني تأكلوا بعضها وتعلفوا بعضها { إن في ذلك لآيات لأولي النهى } ، قيل : الذين ينتهون عما حرّم الله ، وقيل : لذوي الورع ، وقيل : لذوي العقول { منها خلقناكم } أي من الأرص خلق أصلهم وهو آدم ( عليه السلام ) ، وروي في الكشاف والحاكم أن الملك يأخذ من تراب المكان الذي يدفن فيه فيذره على النطفة فيخلق من التراب والنطفة فذلك قوله تعالى : { منها خلقناكم وفيها نعيدكم } في الأرض عند الموت { ومنها نخرجكم تارة أخرى } عند البعث { ولقد أريناه آياتنا كلها } ، قال جار الله : الإِشارة إلى الآيات المعلومة التي هي التسع المختصة بموسى ( عليه السلام ) : العصا واليد ، وفلق البحر ، والحجر ، والجراد ، والقمل ، والضفادع ، والدم ، ونتق الجبل ، فكذَّب بها جميعاً وأبى أن يقبل الحق ، ثم نسب ما جاء به موسى إلى السحر تلبيساً على قومه فقال : { أجئتنا لتخرجنا من أرضنا بسحرك يا موسى } { فلنأتينّك بسحر مثله } أي بمثل ما أتيت { فاجعل بيننا وبينك موعداً } للوقت الذي تلقي فيه { لا نخلفه نحن ولا أنت مكاناً سوىً } مستوياً بين الناس ، وقيل : وسطا بين الفريقين { قال } موسى { موعدكم يوم الزينة } ، قيل : كان يوم عيد يتزينون ، وقيل : يوم عاشوراء عن ابن عباس { وأن يحشر الناس ضحى } وقت الضحى يجتمع الناس نهاراً جهاراً فترون ما يجري بيننا فيكون أبلغ في الحجة .